الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«صحافة المواطن».. التحدي والانتقادات

لا شك أن الثورة الرقميَّة جعلت كل مواطن صَحَفيّاً، وباتت تشكل تحدياً كبيراً أمام الصحفي الحقيقي، فأصبح تحقيق السَّبق الصحفي من الأمور الصعبة في ظل قدرة الجميع على نقل الأحداث لحظة بلحظة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن هنا ظهر مصطلح (صحافة المواطن)، الذي يعدُّه البعض من أكثر المصطلحات المثيرة للجدل، ويعود ذلك إلى حداثته من جهة، واختلاف الباحثين حول معناه.

هناك أسئلة عديدة تطرح هنا، منها: هل يمكن أن يتم الاستغناء عن الصحافة التقليدية؟ وهل تحترم صحافة المواطن قواعد المهنة؟ وهل تلتزم الحياد؟.. لا شك أن صحافة المواطن كانت محط أنظار الجميع خاصَّة في فترة أحداث (الربيع العربي)، وصاحبت هذه الصحافة زيادة شعبيَّة وسائل التواصل الاجتماعي.

مع مرور الوقت بدأت صحافة المواطن تلقى انتقادات من الصحافة التقليدية، بأنها تُساعد أحياناً في نشر الشائعات والتقارير الخاطئة بشكل سريع، وكثيراً ما يحول الاندماج العاطفي لدى الصحفي المواطن دون سرد الأحداث بموضوعية، وربما تنقصهم الخبرة في اعتماد المعايير الصحفيَّة الاحترافية.


وإذا كان الجمهور يشكِّك في كل ما يصله عبر وسائل الإعلام الحكومية، فإن صحافة المواطن أيضاً يمكن أن تكذب، ما دام كل شيء ينشر وفقاً لوجهات النظر.


في هذا المضمار أذكر أن سيّدة نشرت في حسابها على (فيسبوك): «إن المنطقة التي أسكن بها تقصف في هذا الوقت بالصواريخ»، وبالطبع لم يحدث هذا، وعندما أكدت لها أن كلامها غير صحيح، قالت لي: «أنا متأكدة جدّاً من مصادر معلوماتي».

هنا يمكنني أن أقول: «إنه بقدر ما أسهمت صحافة المواطن في إظهار وإيصال وقائع للرأي العام في مناطق قد يصعب الوصول إليها، خاصة في وقت الاضطرابات، بقدر ما يتم توظيفها لتحريف الوقائع».

وكما أن لكل شيء سلبيات، فإن له إيجابيات أيضاً، فعلى سبيل المثال أتابع في برنامج تلفزيوني منوع، ومن ضمن فقراته ما يدخل في إطار «صحافة المواطن»، وهي فقرة الحملات التطوعية التي يقوم بها سكان بعض المدن الليبية من تنظيف للشوارع وترميم وإصلاح الطرق الواصلة بين المدن، والتي كثيراً ما تكون سبباً في الحوادث.

في الوقت ذاته، يجب علينا نحن القراء أن نتأكد مما يعرض لنا.. صحيح أن المعلومات متوافرة الآن بكل يسر بفضل التكنولوجيا وتزايد استخدام الهواتف المحمولة، لكن يجب الاعتماد على المواقع الإلكترونية ذات المصداقية.