السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

لنُمكّن الثقافة أوَّلاً

لا ننكر أن الثقافة العربية أجهدتها التيارات الدينية المتطرفة، بل مزقتها بتعصبها لثقافة أحادية، لذلك فإن التمكين الثقافي للشعوب ضرورة قصوى من أجل تجديد الخطاب الديني، وهذا من خلال تفعيل الثقافة كرافعة من أجل التدين المعتدل، وأن يقوم هذا المشروع فكريّاً، لكي يعكس عبقرية ثقافاتنا العربية المستقطبة للثقافات، والمتجددة بانصهار ثقافات الشعوب، بحكم أن القرآن لم يأت للعرب بل للناس جميعاً، والانفتاح والتجديد، والتعددية مطلب ديني لا يقبل التأويل والشك.

فالثقافة القاصرة من قبل التيارات المتطرفة، أفرزت مفاهيم منحرفةً، والتجديد الديني هو المسرع التاريخي لمواجهة الفكر المتطرف، لكي لا تصبح العقول راكدة مثل المستنقع الآسن الذي لا يتحرك.

والتطرف ثم الإرهاب ما هو إلا استناد إلى أدلة ثقافية متهاوية قبل أن تكون دينية، فالمسؤولية تقع على عاتق الثقافة القاصرة، والفهم المغلوط والتفسير الشاذ، والعقلية الأحادية، ولا نضع اللائمة على التراث الديني.

والثقافة الحقيقية تؤمن بالاختلاف، والتي تعني الفكر السليم لفهم الدين، كما أنها تعتبر حائط الصد في وجه التطرف، لأن التجديد يجب أن يتناول الفكر في غير الثوابت، والثقافة مهمة عاجلة من أجل التجديد، أما ثوابت الدين فهي نص قطعي وهي متجددة بأصلها.. ولصياغة المشهد السلمي والحضاري للأمة، وخلق ثقافة دينية تتسم بالتسامح والتعايش، بغية قطع مصادر المدارس الدينية المتزمتة، وبتر الأفكار المدلسة لمنهج الاعتدال والوسطية.