السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«الشاطئ الرابع».. رواية إنجليزية بنكهة ليبية

في رواية «الشاطئ الرابع» للكاتبة البريطانيّة «فرجينيا بايلي»، والصادرة حديثاً (2021 ـ دار الفرجاني)، نقرأ الكثير من تفاصيل الحياة الليبية، مثل: الأكل الليبي، وطريقة اللباس، والعادات والتقاليد، وأزقة المدينة القديمة في طرابلس وغيرها.

وفي هذه الرواية أيضاً، هناك التاريخ السياسي والاجتماعي الليبي فترة الاستعمار الإيطالي، وهذا يدفعنا إلى السؤال الاتي: هل الروايات التاريخية تغنينا عن قراءة كتب التاريخ؟

هذه الرواية نقلها إلى العربية المترجم الليبي فرج الترهوني، والذي يرفض وصفها بالرواية الليبية، لكن يمكن القول إنها تتعلق في مجملها بليبيا، وقد أجادت الروائية البريطانية في وصف تفاصيل دقيقة للحياة الليبية، إبان فترة الاحتلال الإيطالي، ومعاناة ليبيا الإيطالية من أجل أمجاد روما وأوهام الفاشية.


تنتقل أحداث الرواية ما بين روما، وجنيف، وطرابلس، وبنغازي، والجنوب.. أبطالها من أجيال مختلفة وهم، فريدة، ستيفانو، وسعيدة، ونادية، وليليانا.. أجيال تم خلالها سرد ما حدث فترة الاحتلال الايطالي وما بعدها، أو بمعنى آخر رحلة اكتشاف ومعاناة ليبيا الإيطالية، وهي تتأسس بالقوة.


الشاطئ الرابع.. مصطلح شهير أطلقه ديكتاتور إيطاليا الفاشي بينيتو موسوليني، على شاطئ ليبيا، عندما كانت مستعمرة إيطالية، واشتق المصطلح بسبب وجود ثلاثة شواطئ في شبه جزيرة إيطاليا، وبالتالي اعتُبرت ليبيا شاطئاً رابعاً.

كان الحافز الرئيسي لإيطاليا الفاشية من استخدام هذه التسمية هو ترغيب الشعب الإيطالي في فكرة احتلال ليبيا، التي اعتبرت جزءاً من إيطاليا، وتجسيداً لحق إيطاليا في احتلال المنطقة، كما احتلها أجدادهم الرومان من قبلهم، وتركوا آثارهم من مناطق مثل لبدة الكبرى.

ويصف الناقد منصور بوشناف: التفاصيل التي تسردها الرواية «بالدقة العالية» حتى توشك أن تكون وثيقة تاريخية على تلك المرحلة المرعبة من تاريخ ليبيا، وهي أيضاً مسح أنثروبولوجي لتفاصيل الحياة الليبية من عادات وتقاليد وصف تفصيلي للأكلات والملابس والحرف والأسواق، كما أن وصف طرابلس في تلك الفترة يبدو في هذه الرواية دقيقاً ومتقناً.

السرد في الرواية يدور بين فترتين مرت بهما ليبيا، الفترة الأولى: وجه ليبيا إبان الاستعمار الايطالي في الثلاثينات من القرن الماضي، والفترة الثانية: مرحلة ما بعد الاستقلال، وتولي القذافي مقاليد الحكم.

لقد عشت مع أحداث الرواية متعة كبيرة، حيث قرأت عملاً إبداعيّاً شعرت معه بأنني قد مررت بتلك الأماكن، وعشت تفاصيل زمن حدث في مرحلة ما من العمر، لم أعاصره إلا لماماً، فجعلتني هذه الرواية أمامه وجهاً لوجه.