الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ألوية الأدب في حروب الكلمة

رفاق الكلمة هم صناع عالم الأدب، وهم جنوده المجهولون الذين يخلدهم إرثهم الأدبي، لا تمثال صامتاً مجهولاً نحت على عجل أو مهل بركن مختار، هم حاملو لواء أمم تقرأ ولا تقرأ ومع ذلك نقشوا بالذكرى صورة لا تمحى لما كتبوه وأبدعوه، لتطلع عليه الأجيال دون أن تتعمق بشخصياتهم وحياتهم وما أرادوا قوله بعيداً عن شخوص رواياتهم، وأحياناً ما وراء المعاني الظاهرة في كتبهم ومؤلفاتهم.

لنبحر معاً ونستعرض بعضاً من قصص كتّابٍ عظماء، بعضها يتنافى مع إرثهم الخالد، الذي يتصوره قارئه حالما ينتهي من أحده.

حين كتب تولستوي «الحرب والسلام» أعلن عن فكره تجاه الدمار الذي يولده وحبه للسلام الذي كان داعيةً له وسار على إثره فيه متأثراً بكتاباته، خصوصاً «مملكة الرب داخلك» بين المهاتما غاندي ومارتن لوثر كينج، ليحمل كفاحهما صفة المقاومة السلمية النابذة للعنف.


حين كتب عن «آنا كارنينيا» التي صدمتنا بمشهد انتحارها المشابه للحظة بداية روايته، أراد أن يعلمنا درساً في الأخلاق التي تتعارض مع شهوات النفس ولذاتها، حيث الدوام للأولى والفناء للأخيرة التي لا بد أن يعاني مرتكبها من تبعاتها التي أنشته لحظات ودمرت حياته كمحصلة!


حاول تولستوي أن يجد حلولاً لمشكلات العالم، وأشغل نفسه بنقد كنيسته الأرثوذكسية وانبرى دفاعاً عن الفقراء، فهرب للعزلة في آخر حياته، التي ألبسته صفة التوهان والانفصام عن المجتمع الذي جعل منه كونتاً، وأحد أعظم الأدباء الروس وبالعالم أجمع، لكن فكره الذي اتّسم بصفة الناقد والمصلح هو من أبعده لمقره الريفي، حيث اختار معيشة البسطاء تاركاً خلفه أمجاده وعائلته الثرية المترفة.