السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

وسائل التَّواصُل.. الهويَّة والتَّعبير

مكّنت وسائل التواصل الاجتماعي الأفراد من الظهور بشكلٍ لم يكن مُتاحاً من قبل، فمع إمكانية إنشاء حسابات خاصة بهم أصبح التعبير عن الذات أيسر، ومع وفرة المحتوى وطفرة الوسائط المتعددة، بكل ما تقدّمه من زخم إبداعي في الصوت والصورة، يكاد يصعب على أيّ منا عدم إبداء رأي ولو كان عابراً أو على شكل اقتباس من حسابات أخرى، في محاولة لإظهار ميل شخصي للعامة، وهذا أيضاً لا بأس به، بل مطلوب كشكل من أشكال التواصل البشري.

لكنه يبقى رغم كل شيء ميلاً شخصياً لا قاعدة يُبنى عليها وإن شاعت وتكرّرت، فلا يجب أن يؤخذ من منصّات التواصل برهاناً قاطعاً أو حقيقة دامغة، بل شرارة بحث أو تقصّ خارج أسوار تلك المنصّات ــ لمن شاء.

إلى جانب اعتبار وسائل التواصل الاجتماعي بيئة عصرية للتعبير، يمكن استخدامها لبناء هوية رقمية خاصة للأفراد brand، فيسير عندها المستخدم وفق رؤية واضحة، وينفّذ خطة لمحتواه ضمن جدول زمني محدّد. وتصبح الهوية بعدها أساساً يمكن البناء عليه لتحقيق عائد مادي أو معنوي لصاحب تلك الهوية.


وقد شقّ كثير من روّاد الأعمال في مجال الأزياء والتجميل طريقهم بعد أن كوّنوا قاعدة جماهيرية من خلال هويتهم الرقمية، وهذا يتطلّب التزاماً جاداً واستثماراً تختلف درجته من شخصٍ إلى آخر، في سبيل تحقيق الهدف المنشود.


ورغم أن اسم وسائل التواصل الاجتماعي يشير إلى بُعدها الاجتماعي فقط، إلى أن بُعدها التجاري بات يلقي بظلاله على الاجتماعي ويطغى عليه، فتغذّي تلك الوسائل التكلّف والتصنّع في سبيل التسويق إما لفكرةٍ أو منتجٍ أو هويةٍ رقمية، قد تكون مغايرة للواقع لكنها تؤثّر فيه، وتسهم في تشكيله.