السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«في سينما المستقبل».. أنت المؤلف والبطل

كم مرة شاهدت فيلماً سواء في السينما أو في البيت، وتعصبت من النهاية لكونها لم تقنعك أو أنها ركيكة دراميّاً، أو حتى لم تعجبك نهاية بطلك المفضل، وتمنَّيت أن تقوم بتغيير النهاية.

لا تقلق عزيزي القارئ، فصُنَّاع الدراما وصلتهم رسالتك، وسيكون بمقدورك أن تختار النهاية التي تعجبك، لا بل ستختار سير الأحداث كيفما تحبُّ وتشتهي.

بعد ظهور منصات الأفلام والمسلسلات العالمية مثل «نتفليكس» ومنصة «أبل» و«أمازون» للأفلام، وغيرها من منصَّات الوسائط الرقميَّة أصبح من الممكن إجراء تعديلات في أساليب السَّرد الدرامي، وبدلاً من الاكتفاء بسرد القصة أصبح ممكناً معايشة تفاصيلها والتحكم بخط سيرها كيفما يريد المشاهد، وقد شاهدنا بعض الأفلام التي تستطيع أن تختار ماذا تحب أن يحدث، وبناء عليه تتغير القصة، وبهذه الحالة أصبح باستطاعتك مشاهدة الفيلم أكثر من مرة، وفي كل مرة تكون الأحداث مختلفة.

يرى «كريس ميلك» فنان الواقع الافتراضي: «أن الأفلام مستقبلاً ستقدم تجارب خاصة تناسب كل مشاهد على حدة»، وكريس ربط هذا الأمر بتقنية الواقع الافتراضي، حيث ستجلس أنت وصديقك في صالة السينما، وتشاهدان الفيلم نفسه لكن كل واحد منكما يختار كيفية السرد والتتابع والتطور في الأحداث كيفما يريد هو.

دخول التكنولوجيا في السينما والتلفزيون سيغير من شكلها وأسلوبها وطريقة وقواعد بنائها، وفي المستقبل ستكون أنت محور البناء الدرامي وستتفاعل مع أبطال الفيلم كما لو كنت معهم ضمن القصة.

أنا لا أستبعد أن نُشاهد تجارب تكون أنت فيها بطل قصة الفيلم، ومن خلال تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز ستعيش القصة وتتفاعل مع أحداثها وشخوصها، وهذا بحد ذاته تطور كبير سيفتح الباب لتجارب درامية لا مثيل لها.

الريموت كنترول لن ينقلك من محطة إلى محطة أخرى، إنما سيصبح ينقلك من حدث لحدث، ويتيح لك اختيار ماذا تريد أن يتصرف بطلك المفضل، وكيف تريد أن تكون نهايته أو نهاية قصته، بل سينقل لبطل القصة شعورك وأحاسيسك ورأيك، وستتفاعل من خلاله مع أحداث القصة كما لو كنت ممثلاً مشاركاً في هذا الفيلم.

مستقبل السينما والتلفزيون هو نفسه مستقبل التطور التكنولوجي، ولأن صنَّاع الدراما حرفتهم الإبداع، فسنجد تجارب كثيرة لدمج تقنيات التكنولوجيا مع تقنيات الدراما لإيجاد تجارب ستجعل المشاهد جزءاً لا يتجزأ من أحداث القصة ليعيشها ويتعايش معها، هذا ما يريده المشاهد ولن يبخل عليه صُنَّاع الدراما في مقبل الأيام.