السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

حكايتان.. وصغيران

في الحكاية الأولى، كان الصغير وسام في الصف الثاني ابتدائي، عندما احتد النقاش بينه وبين الصغار من أقاربه، وكنت أرقب!

أكد وسام أنه يأخذ من المقصف المدرسي كل ما يريد دون نقود، فكَذَّبَهُ الصغار، وأخذ هو يُقسم لهم، لكنهم لم يصدقوه، وأكدوا ألا أحد يشتري دون دفع نقود، لكن وسام أعاد القسَم، وعادوا هم يكذبونه.

أخبرت والديّ وسام بما حدث، واكتشفت أن والده بكل بساطة، كان مع بداية كل شهر يعطي القائم على المقصف مبلغاً ليأخذ وسام ما يريد، وذلك بهدف التخفيف عنه فلا يُضَيِّع النقود أو يضطر للاختلاف حول الدفع، وخاصة أنه حسب رأي والده، لا يزال صغيراً ولا يجيد الحساب.


في الحكاية الثانية، كانت حمدة، 8 سنوات، في السوق مع والدها وطلبت لعبة أعجبتها، ولأنه يدرك أن مصير اللعبة هو الإهمال، فقد اعتذر لعدم وجود نقود معه، حينها أشارت حمدة إلى جهاز صراف آلي قريب، وضّح لها والدها أن الجهاز لا يعطي نقوداً لكل من يريد، ويجب أن يكون هذا الشخص قد أودع مالاً، ولكي يودع المال عليه أن يعمل ويتعب طوال الشهر حتى يستحق مالاً يودعه.


ولمزيد من التوضيح أخذها إلى البنك وفتح لها حساب توفير، وسلمها بطاقة وصار يودع لها مبلغاً ثابتاً شهرياً، وعليها هي أن تدفع ثمن مشترياتها، منذ ذلك الحين صارت حمدة تعتني بمعرفة السعر، ولا تشتري إلا الضروري، وعرفت معنى التوفير، وصارت تحافظ على ما تشتري فلا تهمله، وقويت في الحساب، وفي التخطيط، وفي التوفير، ورسم الأهداف، وحساب كلفة تحقيقها.