السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

تغييب مشرفي الحافلات في الطور الإعدادي.. كارثة إنسانية

دق ناقوس الخطر بشكل جنوني خلال الأسبوعين الماضيين في حادثة دهس باص مدرسي لطفلة عجمان بمنطقة الحميدية قبل وصولها لباب منزلها، في ظل غياب دور المشرفين على الحافلات المدرسية للطور الإعدادي في القطاع الحكومي.

من تسبب في تهميش دور مشرفي الباص أو عدم تخصيص اللازم للفئة التي تحتاج ذلك، لا سيما أطفال الإعدادي، الذين يعتبرون صغاراً إلى حد ما، فهم قد لا يدركون ما يحدث حولهم في هذا الكون الفسيح؟ ومن يتحمل المسؤولية في كل من مؤسسة الإمارات للمواصلات ووزارة التربية والتعليم حتى لا يتكرر المشهد المأساوي، الذي لا يقبله المسؤولون في تلك الجهات الرسمية؟

قبل أن نوجه اللوم لسائق الحافلة لمَ لا نكون واقعيين ونبحث عن أصل المشكلة، هل تشترك بهذا الإهمال كل من مؤسسة الإمارات للمواصلات مع وزارة التربية والتعليم عندما سمحوا للحافلات المدرسية التحرك للمدارس الإعدادية من دون مشرفات ومشرفين؟

كان من المفترض ألّا تتحرك أي حافلة قبل ركوب المشرفين أولاً وثانياً وثالثاً، ولمَ الاكتفاء بدور مشرفي رياض الأطفال فقط؟

يجب أن يمتد هذا المشروع من المرحلة الابتدائية ولغاية الإعدادية فهذه الفئة تحتاج لدور المشرفين خاصة أن هناك تلاميذ يسكنون في مناطق تكثر فيها حركة السيارات ويعبرون الطرق من أجل الوصول لمنازلهم، ومشروع المشرفين كفيل لحل مشكلة التوظيف لمجموعة كبيرة من آلاف من المتقاعدين والمتقاعدات والشباب الذين لم يكملوا المرحلة الثانوية والباحثين عن وظائف من المواطنين والمواطنات، أفسحوا لهم المجال وامنحوهم الرواتب المجزية بما يلبي طموحاتهم ويكفل لهم العيش الكريم، وألّا يقتصر التفكير العقيم في بعض المؤسسات على كيفية توفير الميزانيات.

هذا الأمر غير مقبول في مجتمع الإمارات، ومن هذا الباب المفتوح لا يجب أن نتشدق بأن مشروع المشرفين على الحافلات يحتاج إلى ميزانيات، نعم يحتاج لميزانية طالما يكفل هذا المشروع حماية أكبادنا وأهم ثروة وطنية، ويجعلهم أمناء رحماء على جميع الأطفال الصغار.

هؤلاء الصغار ثروة وطنية لا تقدر بثمن، وكما قال الشيخ زايد رحمة الله عليه إن «الشباب هو الثروة الحقيقية، وهو درع الأمة وسيفها والسياج الذي يحميها من أطماع الطامعين»، ومن هذا الباب الكبير علينا بذل كل ما نستطيع من أجل حماية هذا الجيل ليساهم في رفعة وتنمية الوطن.