السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ورحل القائد النبيل..

قيل إن الموت لا يوجع الموتى ولكنه يوجع الأحياء، رحم الله صاحب القلب الطيب والدنا وقائدنا فقيد الوطن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، طيّب الله ثراه، وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى.
كان قليل الظهور كثير العمل، كلماته أقل وإنجازاته أكبر، كان قائد مرحلة التمكين وأمين رحلتها، حلاّل العقد الكبيرة بأسلوبه السهل الممتنع، كان ذبّاح الفقر في جوده وكرمه. صاحب الظلال الوارفة على شعبه من هجير التقلبات السياسية في المنطقة.

برحيله يخسر المجتمع الدولي أحد أعقل رجالاته وأقطاب سياسته، ففي كل قضية تهم الإنسان ترك الراحل بصمة إيجابية، ولا شك في أنه لا خوف على الدولة من بعده، فهي آمنة مطمئنة بقيادة أخيه وعضده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة الذي وصفه أخوه الراحل (بالمعلم)، ومعه القائد والسند صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وإخوانه حكام الإمارات

.


سلام يا شيخ إذا سار قدّام.. يصبح طموح النصر يتبع أقدامه


مثل السواري فارع الطول لي قام.. رفّت له الأعلام

حيّت مقامه ذا بكر زايد والمرايل ولعْلام.. النجل الأول للشرف والشهامة.


بهذه الأوصاف الفاخرة وصف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة أخاه فقيد الوطن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي كان رجل المناقب، زعيم المواقف، لم يهن ولم يستكن، حمل هموم أبناء شعبه فوق كل اعتبار، ووعدهم في بداية حكمه بالخير، وفي أكبر أزمة مالية شهدها العالم في 2008، أجرى أكبر تعديل رواتب في تاريخ الإمارات وفتح الخزائن على مصراعيها موفياً لشعبه بوعده، إنه الحكيم الطيب، والقوي الأمين، فماذا بوسعنا أن نقول، وأي كلمات تشفينا ونحن نودع فقيدنا الغالي .
رحيل القادة الكبار بمواقفهم ومبادراتهم الشجاعة هو أكثر ما يؤثر في عالمنا اليوم الذي ينشد العدل والمساواة، ويبحث عن صوت العقل والحكمة في زمن صعب بمتغيراته ومغرياته، هو رحيل مؤلم وموجع للشرفاء الثابتين على مبادئهم، هو أكثر من ذلك خسارة كبيرة، وفاجعة حين تفقد من تشعر أنه قريب منك بمسؤولياته، واقف معك في أصعب ظروفك، ومستجيب لك حين تسبق رؤيته ما تحلم بتحقيقه وفي نفوس شعب الإمارات ألمٌ لن ينتهي، وحرقة لن تنجلي، ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا، فقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به» رواه مسلم.

اللهم إنا نشهدك ونُشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك بأن والدنا فقيد الوطن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد رفق بنا وكان خير قائد و خير والد و خير رئيس.. فاغفر له وارحمه، وارفع درجته في عليين.

في هذه اللحظة الجديدة، نُبايعك سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة على السمع والطاعة في العُسر واليُسر وفي المنشط والمكره ‏وأدامك الله عزاً وفخراً وذخراً للبلاد والعباد ‏خير خلف لخير سلف.