السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

الوعي.. وتضخم الأنا

من الطبيعي جداً أن تتضخم الأنا عند حالات الغضب، وأن تُفرغ مشاعرها السلبية في صور عدة.. التعبير عن خيبة الأمل، والكراهية.. إطلاق التهديدات، التوعد بالانتقام.

لكن بعد مضي فترة من الوقت، تعود الأنا إلى حجمها الطبيعي، ويبدأ الإنسان بمراجعة مشاعره ونواياه، فيتراجع عن الكثير منها ويميل غالباً إلى الصفح والمسامحة.

لكن لماذا نواجه في بعض الأحيان صعوبة في الصفح والمسامحة؟


أعتقد أن السبب يكمن في وجود بعض المؤثرات التي تمنع الأنا من العودة إلى حجمها الطبيعي، أو تحفزها للتضخم من جديد، بعد أن قطعت شوطاً في طريق الانكماش والضمور.


أهم هذه المؤثرات هي استمرار الطرف الآخر في سلوكه العدواني، وتماديه في توجيه الإساءات، وعدم مبادرته بأي سلوك يوحي بإدراكه لإخطائه السابقة، وعزمه على عدم تكرارها، فالإنسان السوي متفاعل بطبعه، إن لمح أي مؤشرات إيجابية من خصومه، يتفاعل معها سريعاً.

المؤثر الثاني هم الأشخاص المحيطون بالإنسان، ودورهم في تهدئته، أو إثارته من جديد، فالأهل والأصدقاء وزملاء العمل يمارسون في حالات الصراع واحداً من ثلاثة أدوار.. الحياد، وعدم التدخل، أو التهدئة، وإصلاح ذات البين، أو التحريض، وإثارة الضغائن.

وعلى الرغم من وجود هذه المؤثرات، وغيرها إلا أن الإنسان الواعي يراقب نفسه جيداً، ويرصد حالة الأنا عنده.. وحالة اليقظة هذه تسهم في إبقاء الأنا عند حجمها الطبيعي، وبالتالي تتسم ردود أفعاله تجاه المؤثرات المختلفة بالاتزان وعدم التهور، لأن تضخم الأنا يقترن دائماً بغياب الوعي، وبمجرد حضوره، تعود إلى حجمها الطبيعي فوراً.