الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كابوس الإصابات الرياضية

الإصابة، هي الكابوس المرعب ليس للرياضي فقط و لكن للمنظومة الرياضية كاملة، وإن كان اللاعب هو المتأثر بها مباشرة، و لكن لها تأثير غير مباشر وضرر بالاستثمار الرياضي، وخاصة أن اللاعب يعتبر أصولاً في دفاتر النادي المالية.

إن الرعاية الصحية التي تجتهد فيها المنظومة الرياضية المحترفة العالمية، لم تستطع الحد من الإصابات الرياضية خلال الـ30 سنة الماضية.

فالإصابة الرياضية عملية تشترك فيها أسباب كثيرة منها سوء التغذية الصحية، وسوء الأدوات الرياضية المستعملة ونقص اللياقة البدنية والغياب الذهني، وفقدان التركيز في المباريات والأخطاء الفنية في التدريبات والإحماء الخاطئ أو الناقص، وكذلك الضغوطات النفسية قبل المنافسات من شحذ معنوي مفرط أو انتقادات موجهة.


كل هذه العناصر في الإصابات يتحمل مسؤوليتها الرياضي والجهاز الفني والتدريبي والإداري، وكذلك الإعلام الرياضي، والإصابة هي السبب الرئيس في قتل 75% من المواهب الناشئة، في كثير من الحالات ليس بسبب خطورتها، ولكن لعدم الاهتمام والمتابعة الطبية للإصابات الخفيفة والمتوسطة، فالإحصائيات في الاتحاد الأوروبي تمثل بينها الإصابات الرياضية 9.52% من المجموع.


في أقسام الطوارئ في النمسا تتصدر معدل الإصابات الرياضية بنسبة 25.11%، ولوكسمبورغ بنسبة 17.33%، تليها سلوفينيا 13.93%، أما الأقل فتأتي ليتوانيا وفنلندا ورومانيا بأقل من 2%، إسبانيا 2.91%، إيطاليا 3.05%، وهولندا 9.69%، والمملكة المتحدة 9.53%.

وفي كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى، التي يمارسها أكثر من 40 مليون شخص في العالم بصورة منظمة تقريباً، تعتبر الإصابات مرتفعة مقارنة ببقية الألعاب الأخرى، ففي كل 40 إصابة هناك 26 إصابة مقابل 14 إصابة لبقية الألعاب.

وتوقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لكل 1000 ساعة من المباريات 24 ـ ‏‏‏30 إصابة، ولكل 1000 ساعة من التمارين توقع 3 ـ ‏‏‏5 إصابات، فكل فريق من 25 لاعباً عليه توقع على الأقل 50 إصابة في الموسم، 15% منها خطيرة، 40% منها إصابات الأربطة تكون في المباريات مقابل 13% في التدريب، و56% في العضلات تكون في المباريات، و48% تكون في التدريب.

لن تستطيع المنظومة الطبية الحد من الإصابات دون دمجها بالثقافة الرياضية الطبية، فالوصول إلى الكمال الرياضي يحتاج إلى مراحل عدة من التوازن الصحي والنفسي، واختلال هذا التوازن في أي مرحلة له آثار كارثية على الرياضي المحترف.