الثلاثاء - 30 أبريل 2024
الثلاثاء - 30 أبريل 2024

خطر الأمومة المفرطة

يُقال: أن الابن أقرب لأمه، وأن البنت أقرب لأبيها.. ويبقى هذا القول في إطار الاعتقاد المبني على مشاهدات خاصة، لذلك لا يصح تعميمه، أو تقديمه على أنه حقيقة، أو استنتاج مبني على دراسات علمية.

من الأسباب التي أدت إلى شيوع هذا الاعتقاد، وتداوله على نطاق واسع، الخلافات الكثيرة التي تنشب بين بعض الأمهات وبناتهن لأسباب ترجع في معظمها إلى اختلاف القناعات، ورغبة الفتيات في الانعتاق من أفكار أمهاتهن، والعيش وفق مقتضيات الزمن اللائي يعشن فيه.

ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع رسالة وصلتني من قارئة في مطلع الثلاثين من عمرها تشكو بمرارة وقهر من الخلافات المستمرة بينها وبين أمها، ولأنها لم تتزوج بعد، فمعاناتها مستمرة.


يقول جبران خليل جبران «أولادكم ليسوا لكم.. أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها.. بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم».


إدراك الآباء والأمهات لهذه الحقيقة من شأنه أن يجنب الأبناء الكثير من المعاناة، وأن يضع الأسرة بكامل أفرادها على طريق السعادة.. فالأبوة والأمومة مفاهيم تتضمن أدواراً متغيرة يقوم بها الأب والأم عبر مراحل مختلفة من حياة أبنائهم، وأكبر خطأ يمكن أن يقع فيه الآباء والأمهات، النظر إلى هذه الأدوار على أنها ثابتة.

يجب أن ندرك أن تدخلاتنا في حياة أبنائنا يجب أن تتضاءل مرحلة بعد مرحلة، حتى تقترب في مراحل معينة من نقطة الصفر، وحينها من المفترض أن نلتفت إلى أنفسنا، ونتركهم يشقون طريق حياتهم وفق رؤاهم الخاصة.