الاثنين - 06 مايو 2024
الاثنين - 06 مايو 2024

السودان.. وضرورة الانفتاح

لا يمكن وصف الخطوات التي تتخذها الدولة السودانية الجديدة حسب مراكز الدراسات الامريكية وبالخصوص معهد هدسون بواشنطن إلاّ بسياسة انفتاحٍ بغض النظر عن التوقيت والأهداف والغايات، واصفة ذلك في ندوة بـ: " جاءت هذه الخطوات بعد مدة، ليست بقصيرة، تعامل السودان مع كل دول العالم، سياسياً وإعلامياً وأمنياً و اقتصادياً بجفاء و خصام “.

سياسياً لا يمكن للسودان إلاّ الترحيب من أجل مصلحة شعبه ومن أجل أمن واستقرار المنطقة، وأن تأتي هذه الخطوات متأخّرة خير مِنْ أنْ لا تأتي جاء، فكان هذا الانفتاح للنظام السياسي الجديد.

وفي حال قرر السودان أن يكون لاعباً فاعلاً ومؤثراً في الساحة مع بقية اللاعبين، له ما له وعليه ما عليه تجاه دول العالم، فعليه أنْ يكون حاضراً سياسياً ودبلوماسياً في المشهد السياسي الدولي، بغض النظر عن التوافق أو الاختلاف في الرؤية تجاه السياسة الخارجية وتجاه أمن واستقرار المنطقة.


على السودان أن يشهر سيفه في وجه الارهاب، من خلال تطبيق عقوبات القانون الدولي والشرعية الدولية، التي أعلنت تأييدها ومشاركته فيها، تماشيا مع الاستراتيجية والسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وتجاه مفهوم “أمن واستقرار المنطقة”، ولا ينبغي أن يكون مانعاً أو مُعرقلاً للتجاوب مع الانفتاح السوداني.


حدد مشروع الانفتاح السوداني أهدافه، والتي تتلخص في تشجيع الديمقراطية، وبناء مجتمع معرفي، وتوسيع الفرص الاقتصادية، كما يحدد كذلك أدواته اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، هي تعزيز التدريب والمساعدة الفنية.

ودعم التعليم والمنح، وتدريب الخبراء والمساعدة المادية، ويقترح المشروع إنشاء عدة هيئات مختلفة لتحقيق أغراضه، معاهد لتدريب السيدات، ومبادرة الانتخابات الحرة للتربية المدنية، ووسائل إعلام مستقلة، وضرورة إنشاء بنك تنمية سودانية ومنبر الفرص الاقتصادية.

وبصرف النظر عن تلك العلاقة البنائية بين مشروع السودان الجديد والمشروعات الأخرى التي سبقته في تاريخ علاقة الولايات المتحدة الأميركية بالمنطقة، وعوامل الاستمرار والتغير في مضمونها وظروفها هو تلك الظروف الجديدة دولياً وإقليمياً، التي يطرح فيها، وعلى نحو خاص، ذلك التحول في السياسة الخارجية الأميركية.