الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

المستقبل للطاقة الشمسية

بلغ السيل الزبى فيما يخص التلوث البيئي: تلوث المياه، وتلوث الهواء، والتلوث الناتج عن النفايات الصلبة، أضف إلى ذلك النقص المتزايد لموارد المياه والموارد الطبيعية الأخرى.

إن الدمار الهائل لنظامنا البيئي من جرّاء مقترفات البشر، يحتم علينا أن نحاسب أنفسنا ونتساءل: «من أعطانا الحق في تدمير الكوكب الجميل الذي لم نخلقه نحن بل خلقه الله سبحانه وتعالى لكافة المخلوقات، وهو الكوكب الوحيد في الكون الذي يصلح للحياة؟»، هذا التساؤل لأحد علماء البيئة، وليس من المهم من قال هذا، المهم أن هذه حقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، تؤكد أن ثمن التنمية قد صار باهظاً جداً، فالضرر الهائل بالبيئة منذ قرن بات يهدد مستقبل كوكبنا الأرضي، وإن استمر الحال على هذا المنوال فلربما لا يعود كوكبنا يصلح للعيش في القريب العاجل، فقد تغرق العديد من الدول الساحلية بسبب ارتفاع منسوب البحار، وقد يقضي تلوث الهواء على كافة البشر في زمن ليس ببعيد.

لقد ساعدتنا الثورة العلمية والتكنولوجية على تحقيق تقدم مادي مذهل ما يبدو بمثابة حلم، ولكن البشر في سعيهم إلى تحقيق التقدم السريع لم يعيروا اهتماماً بالوسائل التي اتخذوها لتحقيقه، ولا يزال هناك الكثير من الأشخاص والدول التي لا يهمها إلا مصالحها المادية ولا غير.


لقد شرع المجتمع الدولي في اتخاذ مبادرات عديدة بقيادة هيئة الأمم المتحدة، وأبرزها تشجيع الدول على اعتماد مصادر بديلة للوقود الأحفوري الذي يعتبر من أكبر مسببات التلوث البيئي، وبالتالي التوجه إلى اعتماد مصادر الطاقة النظيفة، وتعد الطاقة الشمسية أحد أكبر مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة التي من المأمول أن يكون لها مستقبل مشرق.


ويأتي إنشاء التحالف الدولي للطاقة الشمسية بقيادة الهند وفرنسا في عام 2015 من أجل مكافحة التغير المناخي، ضمن المبادرات على نطاق واسع في 121 بلداً من الدول الأعضاء في المنطقة الواقعة بين مداري السرطان والجدى من خلال جمع تريليون دولار من جهات التمويل الدولية لمشروعات الطاقة الشمسية في شكل تمويلات ميسرة بحلول عام 2030.

سعدت جداً بالمشاركة في الاجتماع الثاني للتحالف الدولي للطاقة الشمسية في نيو دلهي في 31 أكتوبر الماضي بمشاركة دولية واسعة، وسمعت كلمات الوفود المشاركة، واطلعت على إنجازات الدول الأعضاء في تنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية وتعهداتها بإحلال الطاقة الشمسية محل الوقود الأحفوري بأسرع ما يمكن، وصدّقت حسن نواياهم وأيقنت أن المستقبل هو للشمس وللطاقة الشمسية.