السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

الحنين إلى الماضي.. والنجاح

الحنين إلى الماضي أو حالة النوستالجيا Nostalgia التي تجعلنا نسترجع المشاعر واللحظات السعيدة من الذاكرة مع تنقيتها من كل السلبيات والشوائب، هي جزء من الطبيعة البشرية لعموم الأعمار، ولكنها تظهر بصورة أوضح لدى كبار السن.

ولعل هناك العديد من الأسباب المعززة لذلك الحنين، كالوحدة، الفراق، العسر بعد اليسر، لكن السبب الأهم في ظني هو أن أول ما يتبادر إلى الذهن حينها هو الحياة الهادئة البسيطة، والنفوس الطيبة الصافية، وهي أمور محببة. وكأن الحياة وقتها لم تتكدر بالمنغصات والمصاعب يوماً.

من جانب ثانٍ يقول مدرب كرة القدم الأمريكي لو هولتز «لو بدا لك الأمس عظيماً، فهذا يعني أنك لم تنجز شيئاً اليوم»، وهذا الرأي وجيه إلى درجة بعيدة، لأن أصحاب الإنجازات والنجاحات المستمرة لن يجدوا متسعاً من الوقت للحنين إلى أيام جميلة هم لم يفتقدوها بعد، فإذا كان مبعث الحنين هو تذكر الإنجازات الغابرة، فالناجحون لن يجدوا ما يفتقدوه أو يحنوا إليه. ومن جانب ثالث هناك مقولة تفجر ذاك الحنين وتنسف التعلق به، هي: إننا نحب الماضي لأنه ذهب، ولو عاد لكرهناه! وفي هذا السياق أتذكر أبياتاً للشاعر العراقي أحمد مطر يقول في بعضها: «قم يا صلاح الدين، قم»، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة.


كم مرة في العام توقظونه؟ كم مرة على جدار الجبن تجلدونه؟ أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة؟! دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه، لأنه لو قام حقاً بينكم فسوف تقتلونه.