الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

عندما كنا أسماء مستعارة

مع وجود تطبيقات الهواتف التي تشجع تصوير النفس في كل وقت ومناسبة، علينا أن نعود لوقت كان الناس فيه يحذرون من وضع صور لأنفسهم على الشبكة وحتى أي تفاصيل شخصية.

في أيام المنتديات، كنا نعرف بعضنا البعض بأسماء مستعارة، فليست هناك صور وليست هناك معلومات شخصية، فقد نعرف بلد الفرد وحتى مدينته لكن لا نعرف من هو حقاً.

من ناحية أخرى، كنا نتذكر أسماء بعضنا البعض لأنه لا توجد صورة، فعلينا أن نقرأ الأسماء لكي نعرف من كتب، ومن خلال النقاش والتفاعل نبدأ في تشكيل صورة عن كل فرد يقف خلف ذلك الاسم المستعار، ولأن المنتديات كانت نصّية في الغالب فكان من اللازم أن نقرأ بعناية ما يكتب لكي نكتب الردود.


ووضع صورة في الشبكة كان مغامرة جريئة، وأذكر أول مرة فعلت فيها ذلك، كنت قلقاً لأنني أفعل شيئاً لم أفعله من قبل، والاستغناء عن اسم مستعار كان أكثر سهولة، ولعدة سنوات بعد ذلك كان النص هو الغالب على محتوى الشبكة، فجزء من ذلك لا شك كان سببه بطء الخطوط وتكلفة الاتصال ومحدودية مساحات الاستضافة وأسعارها، فقد كان نشر النص أرخص من بث الصور والفيديو.


واليوم، ارتفع أداء التقنيات وتغيرت الأمور، وأصبح الحديث عن حياة الفرد أمراً طبيعياً، لا بل هناك أناس يصورون حياتهم الشخصية ويبثونها للمتابعين، والمحتوى المصور أصبح أكثر أهمية للوصول إلى الناس حول العالم، وهكذا ارتفع نجم اليوتيوب، ثم تطبيقات الهواتف، وأصبحت الصورة أكثر أهمية من النص.

إن هناك شيئاً نفقده عندما نترك النص ونعتمد على الصورة، لأن الصور لا يمكنها أن تغنينا عن الكلمات.