السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

كورونا.. القدر وجرائم البشر

لم يعد العالم في حاجة لأن يستخدم الأسلحة النووية، فقد ظهرت بدائل أكثر فتكاً لا تحتاج إلى مليارات الدولارات، ولقد توصل العالم أخيراً إلى فيروس مجهري يستطيع أن يقتل الملايين وليس الآلاف في أيام قليلة.

إن العالم الآن يشكك في هذه الكارثة التي حلت بالبشرية، وبدأ مشوارها في أكثر دول العالم اكتظاظاً بالسكان وهي الصين، ولقد وقفت الدولة الصينية بكل إمكانياتها أمام هذا الفيروس الغامض، محاولة البحث عن وسيلة طبية أو غير طبية لوقف هذا القاتل.

لا أحد يعلم حتى الآن من أين جاء هذا الفيروس ومن أطلقه، وهل هي حرب من نوع جديد؟، وهل هي حرب الجراثيم التي سبقتها إنفلونزا الطيور، والخنازير ثم كورونا القاتل؟، وهل هو فيروس بشري توصلت إليه المؤسسات العلمية من أجل مزيد من الأموال في صورة أبحاث، أو أمصال، أو وسائل للعلاج، أم هو غضب إلهي نزل على هذا العالم الذي استباح قدسية الحياة وحرمة البشر؟، ولماذا ظهر في الصين، في وقت يشهد العالم معركة اقتصادية ضارية بين القوى الاقتصادية الكبرى؟.


إن الصراع الاقتصادي بين أمريكا والصين وصل إلى أعلى درجات المواجهة في السنوات الأخيرة، بعد أن اقتحمت المنتجات الصينية كل الأسواق بما فيها السوق الأمريكي.. فهل جاء كورونا ليوقف المد الصيني الذي يجتاح العالم؟، وهل يمكن أن تصل وسائل الدمار البشري إلى هذه الدرجة من اللاإنسانية؟.


إن هناك تاريخاً طويلاً لحروب الجراثيم، وهناك قصص في التاريخ لا يعلمها أحد ابتداء بالطاعون وانتهاء بالكوليرا، وهناك جيوش دمرتها الأمراض وفتكت بها الجراثيم، وإن العالم لحائر الآن أمام كورونا، هذا الفيروس الضعيف.. فهل هو غضب إلهي على البشر أم جريمة صنعها الإنسان كوسيلة جديدة من وسائل القتل بلا سلاح أو جنود أو جيوش مقاتلة؟.

إن هذا الفيروس الذي يقف العالم أمامه عاجزاً حتى الآن يطرح أسئلة كثيرة حول مستقبل الإنسان، منه: هل هو أداة جديدة لتصفية الصراعات بين الشعوب؟، وهل يمكن أن يستغني العالم عن أسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي ويكتفي ببعض المعامل والمراكز البحثية ويطلق منها أسلحة الجراثيم والأمراض وهي أقل تكلفة وأكثر دماراً؟.

إن كل دولة تحاول أن تمنع هذا الخطر المدمر من خلال إجراءات لا تكفي، سواء أكانت منع الطيران أو الزوار أو السياحة، لكن هذه الإجراءات الوقائية لم تمنع أن يتسرب الفيروس إلى معظم دول العالم.

وتقف الشعوب اليوم مجتمعة أمام كارثة إنسانية تهدد بقاء الجنس البشري كله، فالبعض يقول إنها غضب من الله على عالم تخلى عن كل المبادئ والأخلاق والقيم، والبعض الآخر يرى أنها جريمة صنعها البشر في سلسلة من الجرائم التي يشهدها العالم، ولنا أن نتصور الملايين من شعوب الأرض وهي تقف مذعورة أمام هذا الشبح الغامض، الذي لا تراه العين، ولكنه يقتل دون أن يطلق رصاصة واحدة.