الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

علاقة الكامل بالناقص

فضّل رب العباد بعضنا على بعض لحكمة، ولإشاعة قيَم التراحم بين الناس ليلتقوا ببعضهم البعض، ويتبادلون المصالح في ما بينهم، ينفعون وينتفعون.

والسؤال: كيف للفرد الناقص أن يعتدل حاله ويتطور، إذا كان نظيره الكامل ينظر إليه نظرة دونية، وكأنه النكرة وهو المُنزّه عن كل عيب ونقصان؟

إننا كمجتمع، نعوّل على قادة الفكر، كلٌّ في مجاله وتخصصه وموقعه، لأجل أن يرتقي المجتمع كلياً بكل مكوناته، فلن يتحقق النمو الحضاري طالما هنالك فجوة في مسألة التواصل الإيجابي، فهناك ما هو أشبه بظاهرة «ترفّع» أو تجاهل، تتسم بالأنانية والغرور، من قِبل الفئة المتنوّرة التي يمكنها أن تحدث تغييراً كبيراً على المستوى الفكري والثقافي والاجتماعي.


لذا، تجد البعض يُعبّر عن هذا التجاهل له بطريقته الخاصة، ولو بالعنف، كتعبير منه عن الرفض والإهانة، فمن ضرورات التواصل وشروط تقبل الآخر ألاّ ننظر لأنفسنا بمثالية زائدة، وألاّ نُسقِط أحكامنا على الآخر غيابياً، ونحاول أن نتقبّله بعيوبه إن وجدت لسبب، لربما كانت عيوبه ظاهرة لنا، وعيوبنا بقيت مستورة عنه، بفضل الله، فالمكوّن البشري قابل للنقص في جوانب والكمال في جوانب أخرى، والأشخاص الذين ينظرون للآخرين بمايكروسكوب «التشريح» ويتناسون أنفسهم، هُمْ في الحقيقة أُناس فقدوا القدرة على التواصل، ومفلسون إنسانياً.


يحدث، أن تعجب وتميل لشخص ما، ليس لكونه ثرياً أو روائياً مرموقاً أو إعلامياً لامعاً، أولأي صفة اعتبارية كانت، تصادقه وتأنس بصحبته، لسبب أنّكما التقيتما إنسانياً وروحياً وحسب، كأن يعرف «احتياجاتك»، وكيف يُسقط البهجة في روحك، ويضبط إيقاع مزاجك بلا تكلف أومقابل أو أجندات، وهذا، برأيي سبب كاف لأن تبحث عنه وتحتفظ بعلاقتك معه!