الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

التيارات المضادة لتجديد الخطاب الديني

إن الخطاب الديني في مأزق حقيقي لأن أغلب التيارات البديلة مضادة لتجديد هذا الخطاب، والأكثرية من العلماء والمعتدلين يمثلون قطاعات مختلفة، ويتمتعون بثقل فقهي ومعرفي متنوع، لكل منهم مكانته في وطنه ومصداقيته في العالم الإسلامي، فتكون محاربتهم بتجييش أدعياء الفكر التنويري الذين لا تقتصر أدوارهم على مقارعة الفكر الوسطي للأمة، بل إظهار المقاطع التي تشوّه صورتهم أمام الجماهير العريضة، اعتماداً على قراءات سطحية وانطباعات شخصية مريضة جداً، بحجة تفكيك هذا الجمود الفقهي وإسقاط التقديس للتراث.

إن هؤلاء يفتقدون القراءة الملتزمة بكل الأصول، التي حرص عليها أغلب الأئمة والعلماء؛ مع التطاول على الثوابت. والسؤال الأبرز ما هو الخطاب الديني الذي ينبغي له الإصلاح والتجديد، وما الذي كان سبباً للتشدد والعنف؟

إن عدم تحديد الخطاب المستهدف قد يُصدع شيئاً من بنيان الأمة، فنقاد الفكر الإصلاحي يلعب أتباعهم أدواراً دعائية في ترسيخ قاعدة شعبية وجماهيرية تنال استحسان هذا الفكر المتطرف الذي يتوغل خفية ليعلن عن نفسه في حلقات إعلامية أو لقاءات أو كتابات، أو لشن هجوم على كل الخطابات الدينية، مما أفرز مفاهيم منحرفة بعيدة عن سياقها التاريخي لتقديم بديل معاكس للخطاب الديني الصحيح.


كل هذه الأصوات النشاز متطرفة قطعاً، فهي نتيجة لعدم الاتفاق على مفهوم عصري للتجديد، ولهذا تقوّض الكثير من الخطابات البديلة التي لن تستطيع مواجهة تحديات العصر واستشراف المستقبل مادام هذا التيار يطعن في ميراثه التاريخي.


إن مناهضة الأفكار المنفلتة واجب أصيل على العلماء الثقات حتى لا ينتهي بنا الأمر إلى الغلو والتعصب، ونغرق في دوامة تنتهي بالتطرف المتحرر من كل قيود!