السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«سنريهم آياتنا»

الولايات المتحدة الأمريكية والصين في سباق محموم في كل شيء، فتخيل ماذا يمكن أن تفعل هاتان القوتان إذا ما اتحدتا مع بعض؟..

البعض يصف الوضع عالمياً بأنه عصر الذكاء الاصطناعي، الذي سينقل الإنسان إلى مناطق لم يكن ليصل إليها فكر البشر، فهناك سفن فضائية تُحضّر للسفر ليس للفضاء فهذاء الطموح كان قبل 50 عاماً ووصلنا إليه، ولكن السفر إلى الكواكب والمجرات والعيش فيها بأعلى مستوى علمي وتقني، لا يستطيع عقل الإنسان إدراكه.

وفي ظل كل هذه القوة والعظمة والتكنولوجيا يخرج لنا «فيروس» محدود في حجمه ليُعجز كل القوى، ومن حكمة الله أن بعض المبادئ الدينية متوائمة مع هذا التوجه، فالتوجيه النبوي صريح في ذلك حيث نهى عن الخروج من الأرض التي وقع بها الطاعون أو الدخول فيها، لما في ذلك من التعرض للبلاء وحتى يمكن حصر المرض في دائرة محددة. فقد توفي الكثير من الصحابة بالطاعون لأمر قد كتبه الله، ولكن يأتيك «البعض» ليقول لك إن الأموات من أصحاب القبور والمراقد سينقذوننا ويشفوننا ويروج لذلك بعض المستفيدين من حراس المقامات والمراقد، وهذه تجارتهم على عقول البسطاء، ليقولوا لهم إنه عقاب من الله عليكم بسبب طغيانكم وتجبركم وانتشار الفساد، وعدم اتباع نهج السلف الصالح.


هؤلاء هم «المطبلون وفي الوقت نفسه المسترزقون»، إذ إنه هناك شعوب «لا تؤمن بدين ولا بنبي» ويصيبها ما يصيبنا من الأمراض والأوبئة، فأين المعصومون وقدراتهم العجيبة وإمكاناتهم المستحيلة؟


وإلى إصحاب القدرات العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية ومشايخ المقابر وملالي المراقد يقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ»، فالبعوضة والذبابة مخلوقات صغيره في الحجم، لكنها آية من آيات الله.

إن الواجب علينا هو الإعداد والعدة بالعلم والمعرفة للحصول على الدواء مع الدعاء، لذا يقول الواحد الأحد: «سنريهم آياتنا في الآفاق»، وهذه الآيات لا يراها إلا أصحاب العقول والعلم والمعرفة، أما الآخرون فمجرد حسابات بنكية تعيش على «قفا» الجهلاء والبسطاء من الناس.