الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

كورونا.. وفيروسات التواصل الاجتماعي

أستغرب فوضى الشائعات التي يطلقها البعض على وسائل التواصل الاجتماعي حول فيروس كورونا الجديد، دونما أي علم، أو حتى الإلمام بأدنى المعلومات الطبية حول هذا الفيروس، والأغرب من ذاك هو تهافت الكثير على التصديق، وإعادة نشر تلك الشائعات على حساباتهم الشخصية، ما زاد من مخاوف الناس وحيرتهم.

وعلى الرغم من الشفافية التي تنتهجها الدولة ممثلة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع في الإعلان منذ ظهور أول إصابة بفيروس كورونا الجديد، فكانت أول دولة عربية تعلن عن حالات إصابة بالفيروس، نجد بعض المشاهير، وغير المشاهير، على وسائل التواصل الاجتماعي يطلق تحذيرات واجتهادات غير مقبولة بغرض زيادة الانتشار لحساباته الشخصية على مواقع التواصل، وجذب المتابعين ليس إلا، دون الاكتراث بالعواقب الوخيمة لفعلته.

الملاحظ أن الشفافية التي انتهجتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع لم تقتصر على إعلان الحالات المصابة والمعافاة أول بأول فقط، أو الاكتفاء بتنظيم إحاطات إعلامية بشكل أسبوعي أو أقل لكافة وسائل الإعلام التي يستقي منها الجمهور معلوماته، بل طورت الأمر من خلال عرض خطة موسعة أمام المجلس الوطني الاتحادي لاستعدادات الوزارة وفرق عملها للتعامل مع أصعب الحالات ـ لا قدر الله ـ حيث إن نظامنا الصحي مصنف عالمياً من جهات التصنيف المعتمدة دولياً ولديه القدرة الكاملة على التعامل مع أي طارئ.


لدينا تجارب سابقة للتعامل مع الفيروسات والأمراض التي تصيب العالم كافة، ومنها: متلازمة الشرق الأوسط، وكذلك مرض سارس اللذان كانا أعنف بكثير من كورونا الجديد، ولكن النظام الصحي القائم على أسس متينة، علمية ومؤسساتية ـ استطاع التعامل معهما بكل احترافية وشفافية، وبشكل يمكن مقارنته بأفضل النظم الصحية في العالم.


لهذا كله، فإن المأمول هو تحرّي كل من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للدقة في استقاء الأخبار أو نشرها، واعتماد مصادر أساسية في المعلومة وهي جهات محددة وواضحة، منها: وزارة الصحة ووقاية المجتمع نفسها، والهيئة الوطنية للكوارث والأزمات، ووسائل إعلامنا الوطنية دونما أي اجتهادات غير مقبولة سواء حسنت النوايا أو كانت غير ذلك، لأن التعامل مع الفيروس يتم فعلياً باحترافية، لكي تظل الشائعات أسرع وأقوى من انتشار الفيروس نفسه.