الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قبل أن يقتلع أبناؤنا جذورهم

هل نحن بحاجة لمن يُذكرنا بأعلامنا العرب من فنانين وكتاب ومشاهير؟، ألسنا الأولى بمعرفتهم ونشر أعمالهم وسيرهم؟، للأسف.. يقودنا الإعلام ويوجهنا نحو أسماء ويغفل عن أسماء لا تقل أهمية، أخجل كثيراً عندما أجد إخوتي المغاربيين وهم يعرفون عن شعراء وكتاب وفناني دول المشرق العربي، ويحفظون نتاجهم، بينما نحن في هذه الدول لا نعرف أعلامهم وإسهاماتهم الفكرية والثقافية إلّا ما ندر، على من أعتب؟، على إعلامنا أم إعلامهم.

أليس الأحق أن تقوم الهيئات المعنية في كل دولة بالتعريف بمبدعيها، ولا تترك الأمر «للبلوجرز واليوتيوبر» غير المختصين، فعلى سبيل المثال: احتفى محرك البحث جوجل يوم السبت الماضي بذكرى ميلاد الفنان التشكيلي الجزائري الكبير «محمد خدة»، وحينها بحث كلٌّ منا عن اسمه في مواقع الإنترنت، فما وجدنا أي وثائقيات مكتوبة أو مرئية عنه، إلا القليل الذي تم نشره منذ ساعات، أي بعد ظهوره على واجهة جوجل، وساءني ما وجدته من خلط بين أسماء لوحاته، وأسماء الكتب التي صُممت أغلفتها، أليس ذلك تقصيراً، خاصة بعد أن أصبحت الإنترنت هي مرجع الجميع الأول.

محمد خدة: رسام، ونحات، ومصمم ديكور مسرحي، مصمم السجاد الأقرب للوحات الفنية، ومصمم عديد أغلفة الكتب، كاتب مقالات نقدية وتنظيرية في كثير من الدوريات المختصة، تعددت مواهبه، وتركت أثراً؛ فهو مبدع بحق، وعندما يبرز الإبداع من قلب المعاناة، فهو الصادق الذي لا يمثل رفاهيةً ولا هوايةً تُمارَس في وقت الفراغ.


من حق أبنائنا معرفة مُبدعينا العرب، لتعزيز ثقتهم واعتزازهم وفخرهم، فأدركوهم واستعيدوهم، فكثير منهم ينوي خلع جذوره.