الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الوجه الجميل للأزمات

اطّلعتُ على كتب خاصة بالأحداث التاريخية المهمة، والتي من ضمنها الأوبئة التي ضربت الأمم في العصور الغابرة، وتعايشت مع أحداثها، إلى أن جاء الزمن الذي نعيش فيه على أرض الواقع أجواء مشابهة لما سبق أن قرأته في الكتب.

ما نعيشه الآن من أزمة عالمية بسبب وباء كورونا هو حدث عالمي سيسجله التاريخ من دون شك، لما سيكون له من انعكاسات على العالم أجمعه، وليس على إقليم بذاته.

وبعيداً عن تداعيات الوباء الصحية، أفرزت لنا هذه الأزمة مكنونات البشر على المستوى الفردي والأممي، وظهر أن هناك من لا يزال متقوقعاً داخل أيديولوجيته المنغلقة، التي لا تكترث إلا بمن ينتمي إليها، ضارباً عرض الحائط بأعلى قيمة عالمية وهي القيمة الإنسانية.


هذه الفئة قد تتشفى بمن أُبتلي بهذا الوباء بحجة أنه عقاب من الله، وإذا ما أُصيب بلده بالوباء ذاته، فهي لن تتردد في طلب معونة البلد المغضوب عليه!


وعلى الجانب الآخر، كشفت هذه الأزمة عن الوجه الجميل للإنسانية، والذي يُعوّل عليه البشر، من أجل الحفاظ على البشرية واستمرارها، فشاهدنا تقديم الصين يد المعونة لإيطاليا والعراق، لإيقاف تفشي الوباء، مستعينة بخبرتها في الحد من انتشاره.

مثال إنساني آخر رائع، ضربته دولة الإمارات التي بادرت بإرسال المساعدات الطبية إلى جمهورية إيران الإسلامية، لمقاومة الوباء المتفشي فيها، على الرغم من وجود بعض الملفات العالقة بين الطرفين.

فحمداً لله، لأنه ذكرنا من خلال كورونا، بأننا نعيش على كوكب واحد، ومصيرنا واحد، فربما ساعد ذلك على تجاوز الخلافات، من أجل الحفاظ على النوع الإنساني واستمراريته.