السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

وباء في عصر العولمة

كورونا.. أول وباء فعلي على مستوى العالم منذ أن دخلنا عصر العولمة، فالفيروسات التي ظهرت سابقاً مثل سارس أو إيبولا أو حتى النوع السابق من فيروس كورونا كان تأثيرها محدوداً وتمت محاصرتها بسهولة، على الرغم من أن بعضها أشدُّ فتكاً من الفيروس الحالي.

والمشكلة في كورونا سرعة انتشاره، وتزايد أعداد المصبين به، الأمر الذي يحد من تلقي المصابين للعلاج الكافي، ما ينتج عنه زيادة في عدد الوفيات، ويعقد مسألة مواجهته وكفاءة الإجراءات المتخذة.

وظهور هذا الفيروس وانتشاره يؤكد بلا شك أننا نعيش في واقع معولم، فليس رأس المال والتجارة والصناعة والتكنوولجيا فقط لا تعرف الحدود، بل حتى الأمراض والمخدرات والجريمة المنظمة والتلوث وغيرها أيضاً، إذ على الرغم مما حدث في السنوات الأخيرة من دعوات في بقاع عديدة من العالم برفض العولمة والعودة للمصالح الوطنية للدول، إلا أن واقع الحال يسير عكس تلك الرغبات، وهذا يعني أن حل أي مشكلة أو وباء لا بد أن يكون ضمن سياق عالمي.


فنجاح الصين في مواجهة الفيروس لا يعني أنها أصبحت في مأمن منه، فهناك بقاع أخرى في العالم أخذ ينتشر فيها الفيروس وتحولت إلى بؤر جديدة له، وربما سيأتي اليوم الذي يعود فيه إلى الصين من جديد.


وبناء عليه، فإن مواجهة الفيروس تحتاج إلى جهود عالمية موحدة في جميع الدول، وقد يكون الأسلوب الصيني، الذي نجح في احتواء الفيروس في ظل عدم وجود عقار له هو الأرجح.