الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لا تراه العين.. لكنه يقلق العالم

العالم في تحدٍّ كبير مع فيروس كورونا الذي لا يُرى بالعين المجردة، ولكن كل عيون العالم ترى تأثيرات هذا الفيروس الذي يمر عبر الدول ويتزايد بشكل كبير، وقد غيَّر مفاهيم العالم عن نفسه وعن قدراته وخدماته الصحية، وإنَّ أصعب الحروب الكونية التي مرت على هذا العالم هي تلك الحروب، التي لم تكن أسلحة تقليدية، بل كانت فيروسات لا يستطيع البشر أن يروها سوى في معامل ومختبرات، ومن تحت أجهزة تكبر هذه الفيروسات آلاف المرات.

العالم، اليوم، يمر بهذه الأزمة التي تغير مفهوم الحياة من جديد، فقد فرض كورونا نمط العزل الاختياري والإجباري على العالم كله من دون استثناء، حيث راح هذا الفيروس يتنقل بين دول العالم بلا قيود، نقلته الطائرات بلا تذاكر، والسفن بلا شحن، ونقله البشر في أجسادهم بلا كلفه إلى كل مكان، وأصبحت العدوى ممكنه للجميع.

كيف سيواجه العالم هذه الأزمة؟ هذا هو التحدي الكبير الذي تتسابق الدول من خلاله، للكشف عن كفاءة أنظمتها الصحية في المواجهة، وقد أثبتت كثير من الدول قدراتها على ذلك، ومنها دولنا الخليجية التي استطاعت، بفضل الله، أن تواجه هذا الفيروس بكثير من الإجراءات الاحترازية والصارمة، التي أسهمت في الحد من عدد الحالات ومحاصرتها، وقد انعكست هذه الإجراءات مباشرة على عدد الحالات في دولنا الخليجية التي لا تزال تسجل أعداداً أقل، مقارنة بكثير من دول العالم، وتحديداً في أوروبا وأمريكا.


إن الأنظمة الصحية الخليجية من المؤكد أنها مرت بتجربة مهمة، تظافرت بها الجهود الحكومية والشعبية، وقد أثبتت تلك التجربة أن الوعي المجتمعي، يمكن رفعه بسرعة في دولنا التي تصدرت دول العالم في درجة الوعي، وهذا الاستنتاج تعززه الأرقام المنشورة حول كيفية تعامل الدول الخليجية مع كورونا في المجال التعليمي، وفي مجال الأعمال، حيث تمارس الشعوب الخليجية أعمالها عبر التفنية التي أسهمت بشكل كبير في تجاوز منعطفات هذه المرحلة.


هذا الفيروس رغم أنه لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، إلا أن دولاً عديدة استطاعت أن تضع هذا الفيروس بحجم يمكن رؤيته من قبل الشعوب، ويمكن تفاديه عبر اتِّباع الإرشادات الصحية، التي يمكنها أن تسهم في محاربة هذا الوباء بشكل مباشر رغم خطورته.