الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

سر الغل وحرقة القلب

أتفهم أن تشعل نجاحات مانشستر سيتي نار الحسد والغيرة والحقد في قلوب الأندية المنافسة له في الدوري الإنجليزي وربما دوريات أخرى أيضاً، ولكن ما الذي يغضب الاتحاد الأوروبي (يويفا)، لكي يعتمد في قراره بمعاقبة مانشستر سيتي لمخالفته لوائح اللعب النظيف، على تقارير صحفية مبنية على هاكر متفلت اخترق بعض إيميلات النادي، وإذا كان «يويفا»، يمتلك حقائق دامغة فلماذا استمرت التحقيقات عدة أعوام، وبُنيت على معلومات هشة وليس مراجعة الميزانيات المحاسبية المعتمدة من مكاتب عالمية.

والغريب أن يتجاهل «يويفا» والأندية الحاقدة على «السيتزنز» التقارير المحاسبية لمجموعة السيتي التي تصنفه كأغنى مجموعة رياضية بالعالم، برأس مال يتجاوز 4.8 مليار دولار، وتمتلك نادي السيتي و6 أندية أخرى بالولايات المتحدة والصين وإسبانيا وأوروغواي واليابان والهند، فكيف لمجموعة بهذه المقدرات المالية أن تلجأ لحيل مخادعة وأبواب خلفية لكسر لوائح اللعب المالي النظيف؟

عندما اشترى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، نادي مانشستر سيتي، في سبتمبر 2008، كان السعر حوالي 200 مليون استرليني، وقد تضاعفت قيمة النادي في غضون هذه الفترة إلى أكثر من 20 ضعفاً وأصبح الأغنى في إنجلترا والعالم أجمع، بفضل سياسات مالية وإدارية ناجحة، دفعت مجموعة صينية عام 2015 لشراء 13% من أسهمه بمبلغ 400 مليون دولار، كما اشترت مجموعة أمريكية العام الماضي 10% من أسهمه مقابل 500 مليون دولار، فهل تستثمر هذه المجموعات «سمك في ميه»!

وإبان هذه الحقبة، حصد السيتي بمفرده أكثر من ثُلث ألقاب الكرة الإنجليزية، ومنها 50% من ألقاب كأس الرابطة، و40% من ألقاب البريميرليغ، و33% من الدرع الخيرية، و20% من كأس الاتحاد، وآخرها ثلاثية الموسم الماضي وقبلها ثنائيتان، كما تأهل 9 مرات للمشاركة بالشامبيونزليغ.

ولعل ذلك يفسر الغل و«حرقة القلب» في تجمهر العصابة ضد السيتي ومطالبتهم بعدم مشاركته الموسم المقبل أوروبياً، إذا تأخر صدور قرار المحكمة الرياضية بشأن استئنافه، وتندهش من أن أرسنال العريق تاسع الدوري، يتآمر لقيادة المؤامرة من أجل مقعد بالشامبيونزليغ، رغم أن أمله «صفر» وربما خاب أيضاً المان يونايتد وتوتنهام واكتفيا بمعركة يوروبا ليغ.