الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

علّمنا كورونا

علّمنا كورونا أن الحرية أهم ما في الوجود، لذلك كان ثمنها باهظاً، وأنها لا تفرق بين دول عظمى وأخرى صغرى، كما علمنا أيضاً أن الطبيعة جزء منا فلنحافظ عليها، وأن التباعد الاجتماعي يعطينا فرصة للتفرد بالذات، ومنحها قسطاً من الراحة وممارسة الأنشطة المنزلية، التي كنا نتوق لها خلال زحمة الحياة.

علمنا كورونا كيف نعود إلى الفطرة السليمة والمحافظة على التوازن البيئي، وإلى الدفء الأسري وعودة الزمن الجميل، وأهمية النظافة التي يتهاون بها البعض مع أنها أقوى من كل المطهرات، وأن عولمة الوباء وعولمة الموت قد وحدتنا.

علمنا كورونا فهم عمق التواصل والتعامل بين الدول، وأن الحدود لا جدوى منها أمام تفشي المرض، وأن الوفاء والانتماء دون النظر إلى الدين أو اللون أو الجنس قيمة سامية، وهذا ما لاحظناه عندما انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي فيديو لمجموعة من المقيمين، وهم يرددون السلام الوطني الإماراتي، شكراً وعرفاناً لجهود الدولة «عيشي بلادي.. عاش اتحاد إماراتنا».


وهنا يظهر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليعلمنا بعقل راجح وفكر مستنير كيف يكون القائد في صدر المشهد عند الأزمات، ويؤكد للمواطنين والمقيمين توفير الغذاء والدواء لتنتشر الطمأنينة بين الناس، وترتفع معنوياتهم لمواجهة الفيروس.


كما علّمنا سموه معنى الإنسانية حين قال: «ذرفت دموعي عند سماع المقيمين ينشدون النشيد الوطني بكل حب وانتماء»، فذرفت دموعنا معه نبتهل بها إلى الله أن يرفع الغمة عن الأمة.