السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

كلنا نحمل المخاوف ذاتها

في وسط هذه المأساة التي نعيشها، تحدثت معي إحدى الصديقات، وكانت مترددة مما ستقوله لي، وأخيراً اعترفت أنها لم تستطع أن تكون قوية كبقية النساء من حولها، اكتشفت أنها ضعيفة وخائفة ومرعوبة على أطفالها ووالدتها المسنة.. كانت تتحدث وأنا أشعر تماماً بكل حرف يخرج من فمها، فكورونا جعلها تعزل نفسها عن المجتمع تماماً، لتعيش داخل بؤرة من الوساوس والمخاوف، حيث إن إصرارها على المجابهة والقتال ضد كل ما يحدث حولها قد تلاشى.

وكان لا بد أن تذهب لرؤية استشاري نفسي يساعدها على تجاوز المحنة، كنت أقول لها: لم نخلق جميعنا لكي نكون أبطالاً، إننا في الأغلب نحتاج في حياتنا إلى كثير من الدعم، ومن الطبيعي أن نشعر بعمق التعاسة على الأخص في هذه الظروف الضاغطة وغير المنتظمة.

ليس أمراً مخيفاً ما يعيشه كثيرون، أمام الإحساس بالتعاسة تجاه الأيام التي نعيشها، وسط هذا الكم من المعلومات والصور ومقاطع الفيديو، التي لا تتوقف عن الحديث عن فيروس كورونا، علينا أن نفكر ملياً أن الحياة تستحق أن ندافع لأجلها، وأن أطفالنا وآباءنا وأمهاتنا يستحقون منا، مشاهدتنا في حالة من الوعي النفسي تجاه الحوادث الحياتية.


لا بأس أن تستشير طبيبك وأن تبلغه بمخاوفك.. دعه يساعدك لكي تخرج من أوهامك التي من الممكن أن تؤثر على من حولك، كما أنها ستترك ظلالاً قاتمة في قلبك وروحك.


لقد صفقت للصديقة التي وجدت نفسها رغم سلامتها الجسدية، أن روحها بحاجة إلى العلاج.. ولكل من لا يستطيع مواجهة ما يحدث، أقول: لا تقلق فكلنا نحمل ذات المخاوف.