السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

ما بعد الوباء

لا شك لدي أن من التزم بالجلوس في المنزل يتوق لعودة الحياة كما كانت عليه قبل الأزمة، لكن يُفترض بالعالم ألا يعود لما كان عليه قبل الوباء بل أن يسعى ليتغير ويصبح مكاناً أفضل، الوباء لا شك تسبب في خسائر اقتصادية سيتبين أثرها قريباً، إذ خسر كثيرون وظائفهم وشركاتهم، وسيحتاج الاقتصاد لوقت ومبادرات لإعادته كما كان قبل الوباء.

وواحدة من الإيجابيات القليلة لهذه الأزمة يمكن أن يشعر بها الناس حول العالم، وهي: انخفاض تلوث الهواء لحد كبير، فلقد أظهرت صور سلسلة جبال الهملايا على بعد أكثر من مئة ميل قبل الوباء، فكانت الصورة بالكاد تظهر الجبال والسماء يغطيها الدخان، والآن تبدو الجبال واضحة والسماء زرقاء، والهواء نظيفاً، ما يعني صحة أفضل للجميع، بل إن هناك ارتباطاً بين الوباء والتلوث، حيث نشر باحثون في جامعة هارفارد دراسة تقول: إن الدول الأكثر تلوثاً تشهد ارتفاعاً لعدد ضحايا الفيروس.

ونشرت منظمة الصحة العالمية دراسة في 2016 تقول: إن تلوث الهواء تسبب في وفاة 4.2 مليون فرد حول العالم، وأن تخفيض هذا التلوث سيسهم في تقليل عدد حالات سرطان الرئة وأمراض الرئة كالربو وحتى أمراض القلب، لذلك أتمنى ألا يعود العالم لما كان عليه قبل الوباء، لأن الوضع قبله لم يكن عادياً أو طبيعياً، فالنشاط الاقتصادي للبشر كان يقتلهم ببطء.


لا شك أن هناك طرقاً لتقليل التلوث باستخدام تقنيات الطاقة النظيفة، وترشيح الملوثات قبل وصولها للهواء والماء، كذلك يمكن التقليل من استخدام وسائل النقل بتشجيع التعليم والعمل عن بعد.