الاحد - 28 أبريل 2024
الاحد - 28 أبريل 2024

في استدعاء «كارل يونغ»

في عام 2011 قدم المخرج «ديفيد كروننبرغ» فيلمه «منهج خطر».. إنَّهُ فيلم جاد يتحدث عن عالم النفس السويسري الشهير «كارل يونغ» مؤسس علم النفس التحليلي.

يعرض الفيلم جوانب من الحياة الشخصية لـ«كارل يونغ»، كما يعرض لصداقته ثم خلافِه مع «سيغموند فرويد»، وكيف قام «يونغ» بتجاوز رؤية فرويد إلى رؤى أخرى لم تخلُ من الخرافة والأساطير.

اسم «يونغ» هو «كارل غوستاف» وهو نفس اسم ملك السويد الحالي، واسمه الثلاثي «كارل غوستاف يونغ» وينسب إليه «علم النفس اليونغي» أو «علم النفس التحليلي».


ولد «كارل يونغ» علم 1875 لعائلة دينية، ودرس الطب في جامعة بازل، ثم أصبح أستاذاً في جامعة زيورخ للطب، وأسَّس وترأس «الجمعية الدولية للتحليل النفسي»، في عام 1961 رحل «كارل يونغ»، وفي عام 2009 صدرت مذكراته بعد أن أفرجت عنها العائلة، وفي عام 2011 جرى إنتاج الفيلم السينمائي.. ليعود «كارل يونغ» بقوة إلى المشهد العلمي والثقافي من جديد.


كان يونغ طبيباً نفسياً ومريضاً نفسياً كذلك، عانى المرض النفسي أكثر من عشر سنوات، في أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، وكان يخشى من إصابته بانفصام الشخصية، لكنّه تجاوز الخلل واستعاد توازنه من جديد.

كان عالماً منهجياً وشخصاً لا علمياً كذلك، إن الرجل الذي كتب «علم النفس التحليلي» و«الأنماط السلوكية»، وجرى تكريمه من جامعتَى هارفارد وأكسفورد.. كان مؤمناً بالخوارق، وقد شهد - لمدة عامين - جلسات تحضير أرواح.

قسَّم «فرويد» النفس الإنسانية إلى قسميْن: الوعي واللاوعى، وقسَّم «كارل يونغ» الوظائف النفسية الرئيسية إلى أربع: التفكير والشعور والحدس والاستقراء، وعلى ذلك فإن وظائف الإحساس تكون أقوى من وظائف الحدس والاستقراء لدى الشخص المندفع.

قسَّم الشخصية الإنسانية إلى نوعيْن: الانطوائي والمنفتح، فالانطوائي هو الذي يوجه سلوكه طبقاً لمشاعره الداخلية دون الاكتراث بالبيئة الخارجية، والمنفتح هو من يضع في اعتباره في أثناء اتخاذه القرار الواقع الخارجي ولا يكتفي فقط بعالمه الداخلي.

وطبقاً للوظائف الأربع ونوعَي الشخصية، قام «كارل يونغ» بتحديد (12) نمطاً لشخصيات البشر: النمط الأول هو «البرئ» الذي يثق في كل الناس، والثاني هو «اليتيم» الذي يرى الناس سواسية، والثالث هو «المحارب» الذي يسعى للانتصار على كل التحديات، والرابع هو «مقدِّم الرعاية» الذي يساعد الآخرين، والخامس هو «المستكشف» الذي يقدر الحرية ويبحث عن حياة أفضل، والسادس هو «العاشق» الذي لا يرى سوى الحب وتحقيق السعادة، والسابع هو «الثائر» الذي يسعى دوماً إلى التغيير، والثامن هو «المبدع» الذي يريد ترك أثر لا يُنسى، والتاسع هو «القائد» الذي يريد الأخذ بزمام الأمور، والعاشر هو «الساحر» الذي يريد تحقيق أحلامه جميعاً، والحادي عشر هو «الحكيم» الذي يريد فهم العالم، والثاني عشر هو «المهرج» الذي يريد الاستمتاع بكل لحظة.. فيا تُرى ما هي الأنماط الجديدة التي يمكن أن تنشأ في حقبة كورونا؟