الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مبانينا الروحية في رمضان

حلّ علينا رمضان هذا العام ونحن في جبهة مفتوحة ضد فيروس صغير، أثار الرعب في قلوب البشر.. فعزلْنا أنفسنا وقايةً منه، وتلك فرصة لمراجعة كثير من القناعات والأفكار، علّنا نخرج من هذه التجربة أكثر وعياً وأكثر صلابة.

ورغم أننا لن نقف صفوفاً متراصّة في المساجد، ولن يتمكّن كثير منّا من أداء فريضة العمرة والصلاة في الحرم المكي الشريف، ولن نعيش أجواء السمر مع الصحب والأصدقاء كما كنّا، إلا أننا نملك فرصة لتجديد الطاقات في أ عمال أخرى، هي في ذاتها يمكن أن تكون عادة وعبادة، مثل الانضمام إلى حملات الخير في توزيع وجبات الطعام على الأسر المتعففة، أو العمل على مبادرات يمكن أن تضاعف من إنتاجيتك، عكس ما هو متوقع في هذه الأزمة.

قد تعلق بنا شوائب كثيرة خلال مسيرتنا في الحياة، من مواقف وأحداث وأشخاص، نظنّها جزءاً منا، وهي ليست كذلك، وقد يصعب التمييز ولا بأس، فالأمر ليس بهذه البساطة. لكن ما نستطيع تمييزه، هو قدرتنا الدائمة والمتجددة على البناء في أي وقت، ومن أيّ موقع، لكن أي بناء هو الأجدى بالالتفات إليه الآن؟


يقول وينستون تشرتشل: «نحن نشكّل مبانينا، وهي بعد ذلك تشكّلنا»، ما يعني أن أي بناء مادي يمكن أن يخون فكرته أو العكس، أو يشتبك مع الوقت في أفكار كثيرة غامضة بلا تفسير تتركنا بمشاعر مختلطة تجاهه، إلا البناء المعنوي القائم على أعمدة الروح الداخلية.


فليكن رمضاننا هذا العام بنّاءً في الروح والمعنى، وفرصة للنشاط والعطاء، والبذل للوطن بسخاء. وليكن مرآة صافية وصريحة لأنفسنا، عن أنفسنا، وعن العالم.