الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

التعاون على الخير

روى الإمام مسلم في صحيحه عن جرير بن عبدالله البجلي، رضي الله عنه، أنه قال: «كنا عند رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في صدر النهار، فجاءه قومٌ حفاةٌ عراةٌ مجتابي النِّمار، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالاً فأذَّن وأقام، فصلى ثم خطب فقال: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) إلى آخر الآية، والآية التي في الحشر: (اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله) تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره حتى قال: ولو بشق تمرة.

فجاء رجل من الأنصار بِصُرَّة كادت كفه تعجز عنها بل قد عجزت، ثم تتابع الناس، حتى رأيت كومَين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يتهلل كأنه مذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سنَّ في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء».

وفي الحديث أن النبي، عليه الصلاة والسلام، لما رأى أقواماً من الفقراء قام فشجع على الصدقة، فبادر الصحابة بالصدقة والبذل والإحسان، فهنيئاً لمن يشجع الناس على الخير ويحثهم عليه، وفي بعض المحن تظهر معادن الكرام، فهم كالذهب الخالص تراهم يقومون بتشجيع الناس على الخير، فيفتح الله على أيديهم خيراً عظيماً.


وفي كل سنة، وخاصة في شهر رمضان المبارك، يتحفنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمبادرات الخير، فتارة يشجع الناس على التبرع لعمليات العيون، وتارة لسقيا الماء، وهذه السنة لإطعام الطعام، فبادرت الجهات والمؤسسات والأفراد بالصدقة والتبرع، بل ذكر لي أحد الأفاضل ممن يعملون في جمعية خيرية بالدولة: أنهم يفطرون قرابة خمسين ألف صائم كل يوم، وهذا باب عظيم من أبواب الإحسان، ودولة الإمارات مشهورة جداً بمثل هذه المشاريع الخيرية العظيمة المباركة، إن شاء الله، فهنيئاً لقيادتنا هذا التشجيع والدعم، وشكراً لكل من أسهم في إنجاح العمل الخيري ومشاريع البر والإحسان.