الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قشور.. وشكليَّات

لا حضور ولا انصراف، ولا اجتماعات ولا التزامات، ولا حتى جنازات مع معزين، جميعهم تم إعفاؤهم من الحضور، حتى أنه تم إطلاق السجناء وحجر الطلقاء!

تراجعت الأسئلة الرمضانية المكررة، عن: هل قطرة العين والأذن ومعجون الأسنان من المفطرات أم لا؟، وجاءت أسئلة جديدة بسبب كورونا، مثل هل أستطيع أداء صلاة التراويح خلف الإمام عبر التلفزيون؟، أو أداء صلاة التراويح جماعة فوق أسطح المنازل؟، لأن بعض الجهلاء ومحبي العيش في الكهوف من المتشددين (أفتوا لنا بذلك في زمن كورونا وهم جهلة)!

وللأسف هؤلاء لا يستطيعون التفكير والتأثير خارج (مربع الشكليات والقشور الدينية)، فإذا سألتهم عن فائدة اكتشاف الجينيوم الخاص بكورونا يتحولون إلى (أصنام المسلسلات التاريخية)، لا يفقهون وليس لديهم إجابة، ولكن إذا سألت عالم الدين المتفقه في الجهات الرسمية تجده متفتحاً وحاصلاً على دورات علمية وتكنولوجية تساعده على تقديم الفتوى العلمية المناسبة، ولكن هذا الأمر لا يناسب المتشددين مما يجعلهم يهاجمون أيّ خطوة حكومية تعتمد في أسلوبها على الاعتدال والابتكار، حيث أفتى الأئمة الرسميون بعدم جواز الصلاة خلف الإمام عبر التلفزيون أو الصلاة فوق أسطح المنازل، وأن صلاة التراويح سنة وليست فرضاً، وإذا تم إيقاف الفرض في المساجد لحماية أرواح الناس فمن باب الأولى أن السنة تقام في البيت لمن رغب في زيادة الأجر، والصلاة مع أسرتك تعتبر صلاة جماعة، ولكن (تعال فهّم العقول المتحجرة ومن يتبعهم).


للأسف تكشف لنا بعض المجتمعات الإسلامية أن فيها بعض العقليات السلبية، والتي تترك أصل العبادة مصداقاً لما ورد في جزء من حديث النبي الكريم: «.. وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل»، وبذلك تنتهي الحكاية.


ولكن البعض ممن لدينا يتحمس ويفكر مثلما فكر بنو إسرائيل حينما أمرهم الله بذبح بقرة، وكانت أي بقره يجوز عليها الحكم، ولكن تفلسفوا وقالوا: (ادعوا لنا ربك يبين لنا ما لونها)، ومن هنا بدأت (مشقة بحث الإنسان في الحياة) حينما تمسك بالقشور وترك (صلب الموضوع)، فينشغل البعض بالبحث عن (مكان) لصلاة (سنة) التراويح، والعالم منشغل بالبحث عن (خلاصه) الصحي والاقتصادي والاجتماعي، خصوصاً أن الدين لا يمكن أن يتأثر (بإجراءات وقتية) لحفظ الأنفس.