الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الصلاة لأجل الإنسانية

سواء كنا نقف بين يدي الله 5 مرات في اليوم كما يفعل المسلمون، أو 3 كما عند اليهود عبر صلاة «التافيلا»، أو 7 كتلك التي يؤديها النصارى تتوحد الغاية من الصلاة مهما كانت الديانة أو مؤدوها، فلا فرق بين شيخ أو إمام أو قس أو حاخام، حينما يكون النداء المتجه نحو السماء موحداً لأجل خير الإنسانية جمعاء، كأن يرفع عنها الوباء والبلاء الذي لم يفرق بين جنس أو لون أو دين.

الخميس المقبل يُلبِّي ملايين الأشخاص في العالم نداء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، التي تتَّخِذ من الإمارات مقراً لها بالتوجه إلى الله عبر الصلاة والصوم والدعاء وأفعال الخير، فلا تهم الطريقة ولا يهم المكان بل هي نيَّة خالصة ستشكل قوة مجتمعة نابعة من أفواه الشعوب كافة لتتجه نحو الله طالبة الغوث من الابتلاء وتبعاته، التي تذهب الأرواح وتهدر الأموال، مبتهلة لأن يلهم الرب العلماء بدواء يقضي على هذا الكائن المحير.

إذاً اجتمع المعنى بالغاية لتتشكل العبادة التي تكون بلسماً لأرواح كثيرة تستشعر الراحة عند تأديتها، فالبشر تحركهم دوافعهم النفسية ولهذا كانت الصلاة جسر عبورٍ لشكواهم التي لا يستطيعون البوح بها لمخلوق فيلجؤون إلى الخالق، وقد تدفعهم الحاجة لأمر دنيوي أو تكفير ذنب أو الشكر على النعم، فبهذه الطريقة تتخلل الأنفس راحة من حِملٍ أثقلها فخرجت نحو بعدٍ آخر غيبي.


ولعل الخوف من المجهول الذي يقض مضاجعنا أحد أهم دوافعنا نحو الصلاة، مع أن العلم جارٍ بأبحاثه وتساؤلاته واختباراته، إلا أن الظلام الدامس يخيم في دواخلنا مع ضبابية تعتم الرؤية، مما يقودنا للتذلل والتواضع والتضرع بين يدي رب السموات والأرض..