الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

القانون.. مفتاح وعي المجتمع

كثيراً ما تتردد على مسامعنا كلمة «مجتمعات واعية»، وهي تلك التي يتصورها الناس بأنّ كافة أفرادها على مستوى وعي عالٍ.

في الواقع لا يوجد هناك ما يُسمى «مجتمعات واعية»، لأنّ الوعي مسألة فردية وليست جماعية، نعم قد يكون هناك بعض المجتمعات التي لديها حس مسؤولية تجاه المحيط أو الدولة التي تعيش فيها أكثر من مجتمعات أخرى، لكن لا علاقة لذلك بالوعي.

كثيراً ما ننبهر نحن العرب بانضباط الغرب والتزامهم بالقوانين في بلدانهم، وهو أمر يستحق الاحترام والتقدير، لكن ما لا يبصره كثيرون أن هذه المجتمعات لم تولد بهذه الصورة من الانضباط واحترام القوانين بل اكتسبت ذلك.


إن سر تحوّل المجتمعات الغربية إلى مجتمعات ملتزمة بالقوانين واحترام الآخر هو فرض القانون لا غير، فبريطانيا على سبيل المثال قامت بعمليات توعية كبيرة بضرورة ربط حزام الأمان أثناء قيادة السيارة، لكن كانت المحصلة أن نسبة الالتزام بربط حزام الأمان لم تزد على حوالي 30%، في حين عندما فرضت العقوبات ارتفعت النسبة إلى أكثر من 90%.


وإن نظرة خاطفة على مدى انضباط المجتمعات بتعليمات الحكومة فيما يتعلق بفيروس كورونا، سنشاهد أن هناك كثيراً من التساهل في بعض المجتمعات تجاه التعامل مع هذا الوباء، وهو ما أدى إلى تفاقم الأوضاع، ووحدها القوانين الرادعة غير المتساهلة كفيلة بتنظيم الفئات المستهترة، التي لا تستشعر خطورة الموقف وتبعات تصرفاتها الطائشة.

إن الشعوب عبارة عن «رُكاب قطار»، أي بمعنى أن التزامهم وانضباطهم باتباع التعليمات واحترام الآخر، نابع من مدى صرامة القوانين في بلدانهم، وصحيح أن حملات التوعية مهمة لكن تبقى بدون فاعلية في غياب القانون.