السبت - 04 مايو 2024
السبت - 04 مايو 2024

هل كلنا لدينا فوبيا؟

كنت أبحث عن موضوع ما، وفجأة وجدتني أقرأ عن أشهر مُسمَّيات الفوبيا شيوعاً، ورغماً عني وجدتني في حال من الاستغراب لأنواع الفوبيا، فهناك فوبيا من الألم، والغرباء، والماء، واللمس، والحب، والزواج، والأماكن المغلقة، والحشرات، والحر، وطبيب الأسنان، والمهرجين، والقرارات، والذكور، والألوان، والحاسوب.

وللحظة توقفت أمام فوبيا الإيذاء من الآخرين، أو بمعنى آخر الخوف من التنمر، وهو استعمال القوة أو القسر للإساءة أو تخويف الآخرين، كما أنه شكل من أشكال الإساءة والإيذاء، موجَّه من قِبل فرد أو مجموعة.

أن يعيش الإنسان في مخاوف طيلة حياته، بسبب شعوره بالاضطراب النفسي، وعدم قدرته على المواجهة وأخذ حقه كما يجب، بسبب إيذاء الآخرين له، لهو أمر يشعرك بالحزن الكبير جداً، فالحياة التي نعيشها محفوفة بشتى المخاطر والإيذاء النفسي وحتى الجسدي، كما أننا نعيش كل يوم داخل عواصف لا نعرف إلى أين تأخذنا، فحياتنا المعيشة عبارة عن ممرات ضيقة وأحياناً متّسعة، كلٌّ بحسب مقدرته وشجاعته على مواجهة الأحداث.


ولكن تخيل لو كان هذا الخوف في طفلك الصغير، لو اكتشفت أن ابنك، على سبيل المثال، مصاب بفوبيا الإيذاء من الآخرين، كيف ستقوم بإخراجه من هذه المشاعر؟ وكيف ستكتشف حقيقة مرضه؟


لقد شاهدت أطفالاً صغاراً في المدارس، يخافون من ظلالهم، ومن بطش كل من حولهم، ابتداءً من المعلم وحتى حارس المدرسة، وكنت أشعر بالإذلال والمهانة، لأني لا أستطيع التدخل، أو حتى القيام بحل مشكلة الطفل الصغير، وغيره كثيرون يعيشون تحت مخاوف عظيمة.

الأطفال يشعرون في الأغلب بالخجل المفرط، ويشعرون بالخجل من الخجل في حد ذاته، أحياناً يشجبه، وأحياناً أخرى يتقبل وضعه باستسلام، الأهم كيف للوالدَين اكتشاف هذه المخاوف وحلها؟.