الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الزواج بعد كورونا

لا شيء يغير أفكار الناس وقناعاتهم مثل الأزمات الكبرى، سواءً جاءت في صورة أوبئة أو حروب أو كوارث من أي نوع.

وأكثر جملة ترددت طيلة الأشهر الماضية، هي أن العالم بعد كوفيد-19 ليس كالذي قبله، ومن الأساليب التي يتفق معظم المحللين الاقتصاديين على ضرورة تغييرها، خصوصاً في مجتمعاتنا الخليجية المترفة، هي الميل الواضح للاستهلاك، على حساب الادخار والاستثمار.

فلا أحد يعلم ما تخبئه الأيام من مفاجآت، فحتى شهر يناير الماضي لم يكن أكثر المحللين تشاؤماً يتوقع أن يتعرض العالم لما تعرض له من خوف وإغلاق وارتباك في المعيشة.


لقد قرأت قبل أيام تغريدة لمسؤولة كبيرة في الدولة تطالب من خلالها الشباب بتقديم تصوراتهم الخاصة لحفلات الزفاف في المرحلة المقبلة، والطرق التي يقترحونها للتخفيض من تكاليف الزواج.


من وجهة نظري، الحل يبدأ بتغيير أولويات الزوجين أثناء التخطيط لهذه المرحلة، ليصبح الهدف الذي يسعيان إليه هو إسعاد الذات، وتوظيف المال للوصول إلى أكبر إشباع ممكن للحاجات الضرورية، بدلاً من أن يكون إبهار المدعوين بحفل زفاف باذخ، وأسطوري.

وأنا أكتب هذه السطور، تطوف بذاكرتي مشاهد لعرسان نراهم كثيراً في المدن الأوروبية، يتجولون في الأزقة والساحات، العريس يرتدي بدلة سوداء، والعروس فستاناً أبيض، هو يحمل كاميرا، وهي تحمل ورداً.. يمشيان معاً، وعند كل معلم يلتقطان صورة.. هذه التفاصيل البسيطة قد تكون أعمق أثراً، وأكثر خلوداً في الذاكرة، من حفل زفاف يتكلف مئات الآلاف.