الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

انصفوا الرجال.. ولو قليلاً!

قد تتصور بعض النساء أنهن من يتعب ويتألم ويبذل جهداً مضنياً للمحافظة على الأسرة والمنزل، فدائماً يرددن أنهن من ضحى وصبر وتحمل، فآل أمر العائلة إلى خير عظيم.

ولا شك في أن هذا الكلام حق وصدق وصواب في بيوت كثيرة جداً، ولكن علينا أن ننصف الرجال قليلاً!.. ذلك أن بعض الرجال قد تمر به ظروف صعبة ومواقف مؤلمة ومع هذا تجد الابتسامة لا تفارق وجهه، لأنه لا يريد أن يكدر خاطر زوجته.

كما قد يواجه في مسيرته الحياتية معضلات جسيمة في عمله ووظيفته، فلا يحمل تلك الهموم إلى منزله أبداً، وهناك من تمر عليه ظروف مالية معقدة فيُقتِّر على نفسه ولا يصارح أهل بيته بشيء، وهناك أمثلة أخرى كثيرة، دالة على أن للرجال نصيباً كبيراً في تحمل الأعباء.


لذلك كله، فإن إنصاف الرجل مطلوب أيضاً، فهو يقول في سبب عدم إخبار أهله بأي همٍّ أو ألم: يكفي أن يتألم شخص واحد في البيت، وما فائدة معرفة الزوجة والأولاد بذلك؟


بعض الرجال قد تتطاول عليه زوجته وتهينه بصور مزرية وقبيحة فلا يخبر أهله بحرف واحد عن واقع حياته الزوجية، ويخفي عن أقاربه كل شيء يمر به، وتجده حقاً وصدقاً يطبق هذه الآية: «قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ» (سورة يوسف ـ الأية: 86).

وهناك أولاد ـ ذكور وإناث ـ لا يطلبون شيئاً من والدهم إلا ويسمعون كلمة «حاضر» أو «تمْ»، رغم أن هذه الطلبات تكلف والدهم عبئاً مالياً كبيراً، ولكن من الأولاد من لا يشعر بتضحيات والده وللأسف الشديد.

وبعض الرجال لا ينام إلا ساعات يسيرة في اليوم، وينتقل من مدينة إلى أخرى، ومن مشروع لآخر بنشاط ليوفر حياة كريمة لزوجته وأسرته، ثم قد يصدم صدمة عمره بأن الزوجة والأولاد في عالم آخر، فحتى «شكراً» لا يسمعها منهم.

وهناك نساء لا تقدرن هذا التعب أبداً، ويقلن لأزواجهن المنهكين المساكين: واجب وعليكم القيام بذلك! ونسين أن الشكر على الواجب من أخلاق النبلاء، رغم أنه لا يمكن لهن العيش من دون أزواجهن، ولكنهن لا يقدرن ما يقومون به أبداً، وهكذا زين لهن الشيطان أعمالهن، قال صلى الله عليه وسلم: «لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه» (أخرجه النسائي وغيره).

وكثيراً ما نسمع عن تذكير الرجال بحقوق النساء وهذا أمر واجب ومطلوب ولا إشكال فيه، ولكن علينا أن نُذكِّر النساء أيضاً بأهمية إنصاف الرجال، ولو في بعض الأحيان فقط.