السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

رومانسية.. وأوراق زوجية

الحياة ليست بوجه واحد، والحياة الزوجية ليست وروداً وشموعاً وهدايا وقصائد غزل صباحيَّة ومسائية دائماً، أو عشاء على ضوء الشموع في مطعم فخم يطل على بحيرة مونترو السويسرية! لا أبداً.. الزواج يمر بمنعطفات وتحديات كثيرة، ففي الفصل الثاني من الحياة الزوجية، يطغى الواقع بكل ثقله ومسؤولياته ومزاجه على الشريكين، ومعها قد يخفت وميض الرومانسية، إن لم يتلاشَ تماماً، وهنا تظهر حكمة وذكاء الشريكين في انتشال مركبهما من ربقة الروتين اليومي وتحدياته.
الرومانسية هنا، قد تأخذ شكلاً غير مألوف للبعض، وقد لا يعتبرها البعض الآخر رومانسية بل واجباً من واجبات الشريك، كأن يصطحب الزوج أبناءه المشاغبين، لتنعم الزوجة بقيلولة متأخرة بعد عناء يوم طويل من العمل، وقد تتجلى بأسلوب طفولي لا يمكن تفسيره إلا برومانسية شاهقة لا يقترف ذنبها إلا محب يعرف مفاتيح شريكه السرّية الأثيرة، كأن تُخبئ له حبة حلوى لذيذة، تلقتها في حفل زفاف، فقط لأنها تعرف مزاجه الطفولي!.. الرومانسية ليست وصفة طبية، ولا تعليمات في كُتيّب لتشغيل جهاز كهربائي، بل هي ترجمة ذاتية عفوية لمشاعر كامنة غير خاضعة لزمان أو لظرف معيّن أو شرط.
هي أشبه بموجة باردة تنقلك من حالة السبات والتراخي إلى حالة من الحبور والانتشاء؛ تشعرك بدبيب الحياة في روحك، تنسيك تعبك وكل ما حدّثتكَ به نفسك من عتب في لحظة غبن ويأس! وهي أيضاً ومضة حنان خاطفة، لها طعم وشكل تساقط حبات المطر فوق رأسك المُثقل في يوم صيفي لم تتنبأ بتغيّر طقسه، تلك الومضات الخاطفة، المنعشة، غير المبرمجة، كفيلة بأن تعيد للحب أَلَقَه وجذوته مهما طال أو قصر عمر مؤسسة الزواج!