الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

فقد الأبناء.. فانتبهوا

زرت قبل أيام زميلاً عزيزاً توفي ولده غرقاً في حوض سباحة صغير في المنزل، فوجدت صاحبي صابراً محتسباً كثير الثناء على الله.

وقبل سنوات، زرت عائلة فقدت طفلتها الصغيرة بسبب دخلوها السيارة وهي متوقفة في أيام الصيف، ولم يتنبهوا لها إلا بعد ساعات فوقع عليها قدر الله تعالى، وفي حادثة أخرى فقَد صديق عزيز اثنين من أطفاله بسبب دخولهم السيارة في وقت الظهيرة أيام الصيف ولم يتمكنا من الخروج منها.

إن مصيبة فقد الولد من أعظم المصائب التي تتطلب صبراً عظيماً وثباتاً كبيراً والموفق من وفقه الله تعالى، ومن جميل المؤلفات كتاب «ارتياح الأكباد بأرباح فقد الأولاد» للحافظ السخاوي ألفه بعد أن مات له ولد، وجمع في كتابه السابق ما ورد في فضل الصبر عند هذا البلاء العظيم.


وفي صحيح مسلم عن أبي حسان قال: قلت لأبي هريرة: إنه قد مات لي ابنان، فما أنت محدثي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا؟


قال: «نعم، صغارهم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه أو قال أبويه، فيأخذ بثوبه أو قال بيده، كما آخذ أنا بصنفة ثوبك هذا، فلا يتناهى حتى يدخله الله وأباه الجنة». والدعموص: دابة تكون في الماء لا تفارقه، فهؤلاء الصغار بإذن الله من أهل الجنة.

والعاقل لا يتكلم بأي كلمة تغضب الله في مثل هذه المواقف، بل يسلّم ويصبر ويترك الجزع والتسخط، فأجر الصابرين عظيم.

وعلينا جميعاً أن ننتبه لأولادنا، خاصة في أيام الصيف والإجازات، فحوادث الغرق والموت في السيارة والاختناق والحرائق تكثر في مثل هذه الأيام، والحزم في مثل هذه المواضيع ضروري للغاية، فمن كان عنده في بيته حوض سباحة فعليه أن يقوم بوضع باب أو قفل لعدم دخول الصغار لهذا الحوض وقت غياب الكبار، فإن لم يتمكن لصعوبة ذلك فرغ الحوض من الماء تماماً حال غيابه، وإن خرج مع أولاده في رحلة إلى البحر فلا يتساهل في سباحة الأطفال في أماكن غير مسموح بها، ولا يتساهل في سباحة الصغار دون وجود شخص كبير قادر على التصرف في المواقف الصعبة، ومن الحزم أيضاً إبعاد مفتاح السيارة عن أيدي الأطفال وتعليمهم كيفية التصرف في حال دخول السيارة وعدم تمكنهم من فتح الأبواب، فهذه أسباب مهمة ومع بذلها نقول: اللهم احفظنا واحفظ أولادنا جميعاً.