الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

احتفل.. على شرف ذاتك

حلّ عيد الأضحى، وأضحينا على موعدٍ مع الفرح، لكن فرحة العيد في هذا العام الغرائبي ستكون مختلفة، وربما تفتح الأبواب لتغييرٍ جذري في نفوسنا، فكورونا مُصِرٌّ على ترك بصمته، وأنا مُصرَّة على أن لكورونا آثاراً إيجابية، فهو يؤسس لتغييرٍ في كثير من مناحي حياة البشر.
لنأخذ فرحة العيد نموذجاً.. لقد تعود الأطفال على شعورٍ يرافق استعدادات العيد أساسها الاستعراض، يريد الطفل أن يلبس الجديد، ليباهي بجديده أمام أنداده ورفاقه وجيرانه، وأمام من يصادفهم في الأماكن التي يزورها في العيد، مثل مدينة الألعاب مثلاً، فروح الاستعراض تدفعه لتقصي نظرات الانبهار في عيون الآخرين، فيعود ذلك على نفسيته بالسعادة والفرح، هو إذن يستمد فرحته من الآخر، وينطبق ذلك على المرأة التي تُرتِّب بيتها، وتُحْضر الحلويات، وتعتني بأبنائها وبمظهرها، استعداداً لاستقبال الآخر الذي يعزز بنظرات الإعجاب في عينيه نسبة السعادة والفرح، وكذلك الرجل الفخور بهندامه وعطره وأبنائه أثناء لقائه بالمعارف في صلاة العيد.
في العيد هذا العام سيكون الوضع مختلفاً، سيقوم كلٌّ منهم بنفس التحضيرات والاستعدادات، ذلك لأن المسلم لا يستغني عن طقوسه في العيد، لكنه لن يلتقي بالآخر إلا بحدودٍ ضيِّقة للغاية، تلبية لتوجيهات الجهات الرسمية في الدولة، التي تحرص على صحة المجتمع، لتكفيه شر انتشار عدوى كوفيد-19، فلا تقارب ولا سلام بالأيدي ولا عناق، ولا تجمعات، من هنا سيجد الفرد نفسه أمام تجربة جديدة، تجربة الفرح والسعادة بالذات، ومن أجل الذات، فكل منا سيحتفل على شرف ذاته لا من خلال تقييم الآخر، سنضحي هذا الأضحى برغبة الاستعراض ونحتفل بتقييمنا لذواتنا.