الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

ابتسامات.. غير سعيدة

من السهل جداً أن نرسم على وجوهنا ابتسامات زائفة، لكن من الصعب جداً أن نقنع أنفسنا بأنها حقيقية، لأن الكذب على الآخرين أسهل بكثير من الكذب على النفس.

نتصفَّح جميعاً مواقع التواصل الاجتماعي، وتستوقفنا صور ومقاطع الحياة السعيدة الباذخة التي يعيشها كثير من المشاهير، البعض منا يظن أنها حقيقية، وتعبر بالضرورة عن حياة سعيدة يعيشها أصحابها، والبعض يضع في اعتباره احتمال أن تكون مجرد حيل دعائية، الهدف منها التأثير على المتلقي بشكلٍ أو بآخر.

تمر الأيام، وتحمل معها أخباراً يتناقض محتواها مع دلالات المقاطع والصور، فالفنانة التي ظهرت مرات عديدة تتأبط ذراع زوجها على شواطئ بالي والمالديف، تصدم جمهورها بأخبار جديدة تميط اللثام عن حياة تعيسة تعيشها معه، والعَارِضة التي تتنقل على مدار السنة من دولة إلى أخرى، تصدم جمهورها بمحاولتها الانتحار.


في هذه اللحظة نجد أنفسنا أمام حقيقتين شديدتَي الوضوح، الأولى هي: أن ما نراه في مواقع التواصل الاجتماعي لا يعبر بالضرورة عما هو موجود على أرض الواقع، والثانية: أن الحياة الغارقة في الرفاهية والبذخ ليست بالضرورة سعيدة.


وكلا الحقيقتين تستحقان أن نقف أمامهما طويلاً، وأن نتمعن فيهما من كل الجوانب، لأن معظم العادات الشرائية التي اكتسبناها في السنوات الأخيرة، نابعة أساساً عن افتتان خفيِّ بهذه المقاطع والصور، ومتى أدركنا حجم الزيف فيها، نكون قد وضعنا أقدامنا على بداية طريق السلامة.