الأربعاء - 08 مايو 2024
الأربعاء - 08 مايو 2024

التأجيل والأبيض الجديد

يُعد تأجيل المباريات المتبقية من التصفيات المشتركة المؤهلة إلى كأس العالم 2022 وآسيا 2023 فرصة جيدة لمدرب المنتخب الوطني الكولومبي بينتو للتعرف إلى طبيعة اللاعب المحلي خلال مشاركاته في مباريات الموسم الكروي الجديد, وكذلك لمتابعة أداء اللاعبين الدوليين الذين اختارهم لمعسكر صربيا, لأن التدريبات وحدها لا تعطي صورة كاملة عن أداء اللاعب وطريقة تفكيره في الملعب.

التدريب والمباراة الودية لا يشكلان ضغطاً نفسياً كبيراً على اللاعبين, وبالتالي فإن تحليل ما يقدمه اللاعب خلال المباريات الرسمية التي تشهد ضغوطاً كبيرة يكون مختلفاً إلى حد ما عن الأداء في المعسكرات.

التأجيل يمنح اللاعبين الواعدين في الأندية المحلية فرصة أيضاً لإقناع المدرب الكولومبي باختيارهم لتشكيلته التي تخوض المباريات الدولية, وهذا يتطلب من اللاعبين الذين يرغبون في تمثيل الأبيض أن يبذلوا جهوداً مضاعفة ويقنعوا المدرب بمواهبهم من خلال الأداء المميز والروح القتالية والتفكير السليم داخل الملعب.

التأجيل سيخلق منافسة بين لاعبي التشكيلة الحالية والموهوبين الذين هم خارج القائمة, وهذه المنافسة ربما تأتي بمنتخب مختلف من حيث الأسماء والأداء, لكن كل شيء يتوقف على ما يقدمه اللاعبون في المسابقات المحلية.

اللاعب الذي يريد الانضمام إلى صفوف الأبيض عليه أن يتعب كثيراً على نفسه ويصقل موهبته ويؤدي بشكل مثير في المباريات, وإذا بلغ درجة التميز فإن الجمهور سيفرضه على بينتو, كما أن الإعلام الرياضي سيكون إلى جانبه.

إن تأجيل المباريات يمنح المدرب أيضاً وقتاً مناسباً لإعداد المنتخب, وبالتالي على بينتو أن يُحسن اختيار التشكيلة وطريقة الإعداد, لأنه سيتحمل المسؤولية في هذه الحال, أي أنه لم يعد مدرباً جديداً, والوقت الذي بين يديه ليس ضيقاً ومحدوداً.

جمهور الكرة الإماراتية متلهف لرؤية بصمات المدرب الكولومبي على الأبيض, ومتشوق لرؤية التغيير الإيجابي في الأداء والنتائج, والحقيقة أن المدرب وحده لا يستطيع وضع بصماته إذا لم يكن اللاعبون أنفسهم مستعدين للتغيير ولتقبل الأفكار الجديدة.

لننتظر, فلربما يأتي التأجيل بتشكيل جديد للمنتخب من ناحية الأسماء أو في الروح, فالأبيض يستحق أن يكون دائماً مع الكبار.