السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

«رفرفة الفراشة».. وتجليات النوايا

الكون يسير وفق «تكتيك» إلهي عجيب.. جملة سمعتها من د. محمد النابلسي في شرحه لأسماء الله الحسنى، ودعانا لأن نتأملها، وأن نتعامل مع مجريات حياتنا وحالتنا التي نعيشها بحسبها، فعندما يصعب علينا أمر فلندعُ الله سبحانه، باسمه القوي، فهو مدبر الأمر، وأن نجعل وِرْد: (يدبر الأمر) ورداً يومياً، وستعيش، بتوفيق الله، مِنحاً عجيبة، فقط انتبه وركز فيما تريد وافهم الرسائل من حولك، وستتجلى لك كل رغباتك بإذن الله.

ولأنني أحب نقل بعضٍ من تجاربي، ففي 2014 قرَّرت ترك كتابة البرامج التلفزيونية، والتفرغ لأمل الاختصاصية النفسية، وبعدها بشهرٍ من العام نفسه، قرَّرت خوض مجال الكتابة، فبدأت تأليف القصص القصيرة، واتَّجهت بعدها لكتابة المقالات التحفيزية، وكانت انطلاقتي، ولله الحمد، من هنا في«الرؤية» الإماراتية.

كما أتذكر جيداً في ذلك الصباح الجميل من شهر فبراير في ذلك العام، حين كنت في أحد المقاهي أكتب قصصي كإصدار أول لي، وقد أسميتها: «العودة للذات» فكنت لحظتها أُنصت جيداً إلى العوالم داخلي، وفي ذلك اليوم، وفي ذاك المقهى، استمعت إلى قصيدة للشاعر محمود درويش، ومن أبياتها:

مقهى وأنتَ معَ الجريدةِ جالسٌ

لا.. لستَ وحدَك.. كم أنتَ حرٌّ أيُّها المنسيُّ في المقهى!

وأحسست أن هذه الأبيات تتحدث عني! بعدها ذهبت لشراء ديوان للشاعر محمود درويش.. أي ديوان؟! المهم أن يكون له.

ووقعت عيناي وقتها على ديوانه «أثر الفراشة»، شدَّني عنوان الغلاف، فاشتريته وقرأته.

يُقال إن معنى كلمة «رفرفة» التحرك بطريقة غير منتظمة وغير متساوية، وعندما تُرفرف الفراشة بأجنحتها ذهاباً وإياباً، نستمتع بهذا المظهر الجميل، وفي حياتنا البشرية، عندما يكون شخصان في حالة حب يُقال «إن قلبيهما يرفرفان»

وكلمحةٍ تاريخيةٍ موجزةٍ، عام 1972، وخلال الاجتماع للجمعية الأمريكية للتقدم العلمي، طرح العالِم إدوارد لوينز سؤالاً، نصه: «هل آثار رفرفة أجنحة الفراشة في البرازيل، يؤدي إلى إعصار في تكساس؟!»

الأمر عزيزي القارئ عميق جداً! وهو أن لا شيء يحدث عبثاً أو صدفة في عوالمك الداخلية والخارجية، وتأكد أن ما تزرع ستحصد، وأن هذا الكون مرتب بترتيب إلهي دقيق وجميل، لذلك أحسن النية لترى تجلياتها أمامك، بإذن الله.