الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

مبادرة عمانية رائدة

في سلطنة عمان الشقيقة والحبيبة، تبنت اللجنة الأولمبية الوطنية، مبادرة ستكون لها تأثيرات إيجابية على مسيرة الرياضة في السلطنة، حيث قامت اللجنة العمانية للرياضيين، التابعة للجنة الأولمبية الوطنية، بجمع بيانات الرياضيين المعتزلين من النخبة، والذين سبق وأن كانت لهم مشاركات وتواجد في البطولات والدورات الرياضية القارية والدولية، كخطوة أولى، بهدف تأسيس قاعدة بيانات للرياضيين، تمهيداً للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم في مختلف التخصصات الرياضية، في خطوة لاقت اهتماماً كبيراً واستحساناً منقطع النظير من مختلف القطاعات، وبالتحديد الرياضية.

مبادرة مثل تلك ستكون لها انعكاسات مؤثرة على المجتمع بشكل عام، ومن شأنها أن تحدث نقلة نوعية على صعيد الرياضة في البلد، لأن الاستفادة من أصحاب الإنجازات وأولئك الذين مثلوا الوطن وحملوا لواء الدفاع عن شعار وعلم الدولة خارجياً واجب وطني بحت، ويجب أن تستمر إسهاماتهم بعد الاعتزال، وأن يتواصل عطاؤهم للأجيال القادمة، ومشروع مثل هذا قد لا يكلف شيئاً، قياساً بالمردود الذي ينتظر أن يتحقق من وراءه، وهذا ما ينقصنا في واقعنا المحلي الذي يزخر بالكفاءات الفنية والإدارية المتميزة التي سجلت تفوقها على الصعيد الخارجي، ولكنها في المقابل تواجه تجاهلاً غريباً من المؤسسات الرياضية المحلية، وبسببها خسرت رياضة الإمارات العشرات من كفاءاتها الفنية والإدارية في زمن تتسابق فيه الدول المتحضرة للحصول على مثل تلك الكفاءات.

المبادرات التي مثل هذا النوع هي مسؤولية هيئة الرياضة واللجنة الأولمبية كونهما رأسي الهرم الرياضي، ولكن انشغال تلك المؤسستين بالعمل الروتيني وبمشاكلهما الداخلية جعلتهما يتناسيان أدوارهما الأساسية، ولم يجدا مجالاً للتفكير بالجانب الإبداعي ولا بالمبادرات النوعية، التي من شأنها أن تغير من موازين الرياضة في البلد، وإذا كانت الهيئة ومعها الأولمبية يفتقدان للرؤية والنظرة الإبداعية، فلا ضير من الاستفادة من مبادرات وتجارب الآخرين طالما أنها ستخدم الصالح العام، ولكن غياب النظرة التطويرية والاستسلام للروتين الذي يغلف عمل المؤسستين الأم، جعل من وجودهما كالحاضر الغائب ولا ندري إلى متى.

كلمة أخيرة

هل لنا أن نسأل لأين وصل مشروع رابطة قدامى اللاعبين ولماذا تم وأد المشروع الرائد وهو في المهد؟ محمد جاسم