الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الخلط الخطر

مع شيوع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الـ 10 الأخيرة ظهرت مسميات وظيفية جديدة تزاحم الإعلامي في أدواره، منها على سبيل المثال لا الحصر الناشط والمؤثر والفاشينستا وغيرها.

الفارق الأهم ما بين الإعلامي وأصحاب المُسميات الأخرى أن اسمه يرتبط غالباً بمؤسسات إعلامية لها وزنها، بعضها يحمل صفة الرسمية، الأمر الذي يُحمله مسؤولية تمثيل هذه المؤسسة والدولة التي تتبع لها، لأن أي خطأ يقع فيه، من شأنه أن ينعكس على جهات أخرى كثيرة منحته ثقتها، ومكنته من الوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور.

الإشكالية التي يقع فيها الكثير من الإعلاميين الشباب هي الخلط ما بين الحسابات الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي والجهات الإعلامية التي يعملون فيها، وهو خلط خطر، لأنهم في الأولى يمثلون أنفسهم، أما في الثانية فيمثلون الجهات التي يعملون لها، وتكون المسؤولية أكبر عندما تكون هذه الجهات حكومية.


نعلم جميعاً، أن مواقع التواصل الاجتماعي لها حضورها القوي في إعلام اليوم، ونعلم أن تطبيقات مثل انستغرام وسناب شات أصبحت القنوات الأهم في التواصل مع الجمهور، لكن التشتت بينها وبين القنوات الرسمية من شأنه أن يوقع الإعلامي في أخطاء كثيرة، وأن يفقده القدرة على تحري المصداقية في كل ما يقدم، لأن المعايير المتبعة في الإعلام التقليدي غير موجودة للأسف في الإعلام الجديد.


يقول البعض أن جاذبية مواقع التواصل الاجتماعي تعتمد على تقديم الأخبار السريعة والمثيرة بأقل قدر من المصداقية، في حين تعتمد قوة الإعلام الرصين على تقديم الأخبار الرسمية بأكبر قدر من المسؤولية، وأنا اتفق مع هذا القول.