الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

«جيل السامبو».. أيكون هنا غداً؟

أخبرتني إحدى الصديقات موقفاً تعرضت له وهي ذاهبة قبل أيام إلى مقابلة عمل في إحدى الجهات الحكومية، وإذا بالمسؤول الذي يقابلها يطرح عليها تساؤلاً: هل أنتِ متزوجة أو مقبلة على الزواج؟!

وقبل أن ترد عليه، سارع بالرد متهكماً أو مستنكراً: لأن هناك من النساء الموظفات سرعان ما تتزوج وتنجب وتكثر شكاويها وإجازاتها!

فعلقت لي صديقتي الشابة قائلة: لماذا أتزوج؟.. إن كان ذلك سيضر مستقبلي المهني؟!«


فكرت في حديثها العابر مطولاً وتساءلت عن هذا التصرف التمييزي من قبل ذلك الموظف، وما إذا كانت هناك أخريات لا زلن يتعرضن لهذا النمط من الضغط المقنع حتى يضطررن الاختيار بين العمل أو الارتباط، ليتبع ذلك تبعات نفسية واجتماعية عديدة.


ففي كوريا الجنوبية أدت إشكالية كهذه مجتمعة مع عوامل أخرى إلى بروز ظاهرة اجتماعية تعرف بـ"جيل السامبو«وتعبير»سامبو" يعني التخلي عن ثلاثة أشياء، العلاقات والزواج والإنجاب.

هناك، يتزايد عدد النساء الرافضات للزواج عاماً بعد العام، ما جعل البلاد تملك أدنى معدل للخصوبة في العالم نتيجة انخراطهن في سوق العمل كسبب، وتعرضهن لمضايقات بهدف إجبارهن على ترك العمل بعد معرفة أنهن حوامل، لأن سوق العمل يتطلب ساعات عمل طويلة وشاقة مع التقدم الاقتصادي الكبير، إلى جانب عوامل أخرى كالانتقام الإباحي بعد الانفصال من العلاقات العاطفية والتفكك الأسري.

وهنا، أعود لقصة صديقتي التي تشبهها قصص عديدة نظن أنها تمر هكذا، إلا أنها في حقيقة الأمر قد تكون سبباً لكثرة المشاكل المتعلقة بالزواج والطلاق ونسب الخصوبة، مما يهدد المؤسسة الزوجية والأسرية ويؤثر جذرياً في الحركة الديموغرافية للسكان والأمن الاجتماعي.