الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

أنواع الفوضى.. و«فن إدارة الوقت»

هناك نوعان من الفوضى، فوضى خلاّقة، وأخرى هدّامة، فوضى تنمّي فيك شغفك الإبداعي والإنساني، ولا تعرف أن تُنجز بدون التحليق في فضاءاتها والذهاب في مزاجها، وفوضى تُقيد فيك جل طاقاتك، تنمّي فيك التلكؤ، والتقاعس، والخمول، فوضى قاتلة، تحجزك في منطقة اللا قرار، تدور في دائرتك ما بين مهمتين أو 3 لا غير، ليس لذاتك منها نصيب يُذكر، تستنزفك حد السقم.. حد اليأس، إلى أن تصل إلى نقطة التعب من نفسك، لتسألها: لمَ أنا هكذا وإلى متى؟!

كثيراً ما نحتاج إلى مساعدة في «فن إدارة الوقت»، لكننا إما نخجل أن نطلبها أو نتقاعس عن البحث عنها.. تُرى هل ندير وقتنا بشكل ناجح؟ وهل أنجزنا كل ما نطمح ونصبو إليه في الحياة؟

قبل فترة، انتابني شعور عميق بالملل، مشوب بشعور مضاعف بعدم الرضا عن الذات، لكوني أحجز نفسي في مهام محددة ليس لي منها سوى بعض الوقت، يذهب بين قراءة، وتأمل، أو استغراق في هدأة مطبقة!


أريد أن أنجز! هذا ما حدثتُ به نفسي، كنت مشوّشة.. شعرت أني غير قادرة على البدء، أو بالأحرى من أين، وبمَ أبدأ؟ رأسي مزدحم بمشاريع وخطط مؤجلة منذ مدة، حتى وجدت نفسي ضمن دورة ثمينة لإدارة الوقت، عبر مجموعة كبيرة، تديرها مدربة متخصصة في مهارات الحياة.


دورة مكثفة لمدة 3 أيام، آآآه!.. بدت مشاعر الارتياح والخِفة تغمر قلبي، والرغبة تجمح في صدري ورأسي، على حسم تلك الفوضى، فشرعت من فوري في جدولة المهام بحسب أولويتها وأهميتها، والوقت التقديري لإنجازها، شعرت كمن كان يسير على غير هدى، إلى أن تعثَّر بعابر طريق يوجهه للوجهة الصحيحة!

إدارة الوقت تتطلب واقعيّة، وجدية، وشجاعة كبيرة من الفرد، فالوقت متاح دائماً، والخلل يكمن فيه وبمسألة تنسيقه للوقت، ولا شيء مستحيلاً حينما نمنح ذواتنا الأولوية بالاهتمام، لكي يستشعر الفرد قيمته وقيمة ما أنجزه في الحياة، فحب الذات ليس أنانية، ما دام لا يلغي حقوق أو وجود الآخر في قائمة إدارة أولوياتنا الحياتية!