السبت - 27 أبريل 2024
السبت - 27 أبريل 2024

لماذا تُهنا؟

لا أدري ما الذي حدث في الـ20 سنة الأخيرة، وأبعدنا كثيراً عن جوهر الحياة.. في بعض الأحيان أشعر بأننا تُهنا أثناء بحثنا عن السعادة، وبدلاً من أن نقترب منها.. ابتعدنا عنها أكثر.

ربما المشكلة بدأت عندما ظننا أن المال هو السعادة، فقمنا بموجب ذلك بنقله من خانة الوسيلة إلى خانة الغاية، وهذا الظن يقع فيه كثير من الناس، خصوصاً في زمننا هذا، الذي تحول فيه البشر من كائنات حية إلى مكائن إنتاج، تعمل على مدار اليوم لتعظم دخلها في نهاية الشهر.

أعلم جيداً أن المال عصب الحياة، وأن الحياة بدونه صعبة للغاية ومستحيلة، وأعلم أيضاً أن المال يجعل صاحبه في غنى عن الناس، وبالتالي يرتفع قدره في أعينهم، لكن كل هذه الحقائق المؤكدة لا تغير من كونه وسيلة، ولا تؤهله ليصبح غاية قائمة بذاتها.


أتأمل أحوال الناس من حولي، صديقي رجل الأعمال البارز يشكو لي في كل مكالمة من الانعكاسات السلبية للوباء على مشاريعه، وصديقي الآخر المتقاعد يحدثني في كل لقاء عن البحر ومتعة الخروج في الصباح الباكر للصيد وقيمة الشعور بالتحرر من أعباء الوظيفة وقيودها.


هذه المفارقة تعيدني إلى السؤال الأول:

ما الذي حدث في الـ20 سنة الأخيرة، وجعلنا نعظم بشكلٍ مبالغ فيه من أهمية المال، ونقلل من قيمة أشياء بالغة الأهمية، مثل الاستقرار الأسري، والاقتراب ممن نحب، وممارسة الهوايات الصغيرة التي نحبها؟