الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

وكالة «ناس» للأبحاث؟

تبلغ ميزانية وكالة ناسا للفضاء المليارات، وتتلقى كثيراً من الدعم المادي والاقتصادي، ويعمل بها مئات بل آلاف العلماء وعناصر النخبة، يوظفون طاقاتهم ومعارفهم والنظريات العلمية والتكنولوجية، لتقوم بالبحث والتطوير والاستكشاف في مجال الفضاء داخل الغلاف الجوي الأرضي، وخارجه في الكون العميق.

من جانب آخر، فإن ألكسيس كاريل وضع كتابه «الإنسان ذلك المجهول» بعد جهد علمي طائل، فتوصل إلى أن الإنسان يملك كمّاً كبيراً من المعلومات، لكنه لا يوظف إلا جزأً منها، فنبه إلى ضرورة تحول اهتمام البشرية من الآلات وعالم الجماد إلى جسم الإنسان وروحه.

ويرى طبيب الأعصاب، والطبيب النفسي النمساوي فيكتور فرانكل ضرورة أن يكون للإنسان معنى يبحث عنه ويعيش عليه، وهو من وضع المبادئ الأساسية للعلاج بالمعنى، وقد بنى على مقولة الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشة؛ التي آمن بها «ما دمت حياً فستعاني، والطريق الوحيد للنجاة أن تجد معنى لمعاناتك»، فعاش فرنكل من أجل أن يجد الطريق لمعنى الحياة.


أما في مجال علم النفس، فقد تعددت النظريات التي وضعها العلماء حول النفس البشرية حتى وصلت للعشرات، ولكن لا يُمكن الجزم بصحة إحداها دون الأخرى، فهي وجهات نظر، تُعبر كل منها عن رؤية واضعها، ولم يزل الإنسان مجهول الأبعاد والأطراف والأعماق في معظمه، ولم يصل العلماء بعد لاكتشافه بدقة.


فماذا لو خصصنا وكالة لاكتشاف الإنسان؟ فتكون «وكالة ناس» وليس ناسا، ووضعنا لها ميزانية بحجم ما يتم إنفاقه لاكتشاف الفضاء، وكثفنا الجهود بنية صادقة لاكتشاف الإنسان، أليس أولى؟ ألسنا أحوج لها؟ فالإنسان هو الأهم والأجدر بأن نسبر مجاهيله، ونتعرف على قدراته ونفسه.